عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ ) مسلم .
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ( أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ) , وإنما ساق الحديث وشك على سبيل الاستفهام من أجل أن ينتبه السامع لما يلقي إليه , لأن الأمر مهم , فقال ( أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ) قالوا بلى يا رسول الله , قال ( إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ ) .
( إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ) , يعنى أن الإنسان يتوضأ ويسبغ وضوءه على كره منه , إما لكون فيه حمى ينفر من الماء فيتوضأ على كره , وإما أن يكون الجو بارداً , وليس عند ما يسخن به الماء فيتوضأ على كره , وإما أن يكون هناك أمطار تحول بينه وبين الوصول لمكان الوضوء فيتوضأ على كره , المهم أنه يتوضأ على كره ومشقة لكن بدون ضرر , أما مع الضرر فلا يتوضأ بل يتيمم , هذا مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات , ولكن هذا لا يعني أن الإنسان يشق على نفسه ويذهب يتوضأ بالبارد ويترك الساخن , أو يكون عنده ما يسخن به الماء ويقول لا , أريد أن أتوضأ بالماء البارد , لأنال هذا الأجر , فهذا غير مشروع لأن الله يقول ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم ) .
شرح رياض الصالحين - العثيمين .
منقول