صديقتها منال كادت ان تموت بعد أن صدمتها سيارة
معلمة تعاقب مروى لابتسامتها فكان موتها
"وادعا
مروى" هكذا ودع تلاميذ مدرسة جبهة التحرير الوطني مساء أمس زميلتهم التي
فارقتهم للأبد بعد أن عاقبتها معلمتها بسبب بسمة أو ضحكة كانت آخر ما رسم
على شفتيها قبل أن تودع روحها إلى بارئها داخل الحرم المقدس
"المدرسة".أربع ضربات كانت كافية لترحل مروى "12" سنة عن هذا العالم وسط
مكان مقدس على يد من كادت أن تكون "رسولا" معلمتها التي اختارت معاقبتها
بأربع ضربات بواسطة أنبوب من البلاستيك فقط لأنها تحدثت مع أحد زملائها
قبل أن ترسم على شفتيها أخر بسمة لفظت بعدها أنفاسها الأخيرة أمام باب
القسم أين وضعتها معلمتها بعد أن أغمي عليها مباشرة بعد تلقيها العقوبة
حيث حاولت مساعدتها بواسطة عطرها الخاص لكن هيهات أن يصلح العطار ما أفسده
الدهر فقد فعلت العقوبة فعلتها في جسم الطفلة التي لم تحتمل الألم وبعدها
الموقف الحرج الذي وجدت نفسها فيه بعد أن أصبحت أضحوكة لكل زملائها خاصة
وأن زميلها الذي كان يضحك معها لم يعاقب لتلقى وحدها عقوبة عادت بعدها إلى
مكانها قبل أن ينفجر الدم من أنفها وفمها بقوة جعلته يصل إلى سقف الحجرة
التي كانت تزاول بها دراستها في السنة الأولى متوسط لتحقق حلم أمها التي
ترى فيها الأمل كيف لا وهي ابنتها الوحيدة وحسب زملاء مروى فإن الفتاة
وبعد أن انفجر الدم من جسمها الصغير خرج سائل أبيض من فمها لتنظر نظرة
أخيرة إلى السماء ارتعد بعدها جسدها قبل أن يتوقف قلبها الصغير إلى الأبد
وحسب ذات المصدر فإن المعلمة أستاذة اللغة العربية قد اعتاد التلاميذ على
الخوف منها بسبب القساوة التي يلقوها منها بمجرد ارتكابهم أي خطأ مهما كان
صغير سألنا وسط الجمع الذي اكتظ أمام مدرسة جبهة التحرير الوطني عن
المعلمة المدعوة (ب.فيروز) لكن التلاميذ أخبرونا بأنها لاذت بالفرار بعد
أن تأكدت من وفاة مروى قبل وصول مصالح الحماية المدنية.وحسب ذات المصادر
فإن صديقة مروى "منال" التي استلمت منها هاتفها النقال عندما شعرت
بالإغماء خرجت مسرعة من باب المدرسة بعدما شاهدت زميلتها وصديقتها تموت
أمامها أين كادت أن تلقى نفس المصير بعد أن صدمتها سيارة وهي تجري دون وعي
من فرط أو من هول الكارثة فيما انفجر زملاؤها بالبكاء مصدومين ولم يجدوا
من يخفف عنهم كون الأساتذة بذات لمدرسة وقفوا مذهولين من فرط ما رأوه لأول
مرة علما أن مروى لم تكن تعاني من أي مرض مزمن والكل أكد بأنها تتمتع بصحة
جيدة إلى جانب تميزها بخفة روح وذكاء كبيرين وهي وحيدة أمها ولدت ولم ترى
والدها وهي تقطن غير بعيد عن المدرسة بحي لا ستي أوزاس (17 شارع راشي) وسط
مدينة عنابة وقد حاولنا الإتصال بعائلتها لكن الكل كان غائبا فقد هرعوا
جميعا إلى المستشفى أين نقلت جثة مروى لتحول إلى مصلحة حفظ الجثث قبل أن
تحول إلى مصلحة الطب الشرعي للتعرف على أسباب الوفاة الحقيقية بعد تشريح
الجثة وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن حادثة وفاة مروى جاءت بعد أقل من
شهر من حادثة وفاة رميسة 06 سنوات التي لفظت أنفاسها الأخيرة بعد أن سقط
عليها خزان ماء سعة 03 آلاف لتر وسط فناء المدرسة فيما أصيب زميلها محمد
هيثم بكسور خطيرة على مستوى كامل جسمه وفيما رحلت قبلها حنان وهي تجري
وراء الـ G9 لتلتحق بمدرستها في ظل غياب النقل المدرسي بسكتة قلبية على الرصيف.
بوسعادة فتيحة / نوبلي فيروز
جريدة أخر ساعة