بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
ترجمة الشيخ العالم حمزة بن الحاج أحمد الفلاني القبلاوي الساهلي التواتي:
ميلاده:
ولد رحمه الله سنة 1259هـ بساهل أقبلي أولف أدرار
حياته العلمية:
دخل الكتاب القرآني في سن مبكرة كما هي عادة أهل القرية حيث أنهم يدخلون أولادهم الكتاتيب القرآنية بمجرد إفصاحهم فحفظ القرآن وتبحر في علومه ولما حفظ القرآن تعلقت همته بالعلم وطلبه فلازم المشايخ الذين كانوا آنذاك متوفرين في بلدة ساهل فمن والده الحاج أحمد إلى الأستاذ العلامة السيد المختار بن سيد أحمد العالم فكان مواظبا على الدرس والتحصيل ليل نهار.
وكانت له مشاركة في مجالس غيرهما من الشيوخ مثل صنوه الأكبر الشيخ محمد بن الحاج أحمد ومثل السيد محمود الشنقيطي والشيخ السيد عبد الكريم بن التقي التنلاني إلى أن تضلع في العلوم وأصبح من ثواقب الفهوم فصار أحد الأعلام بتوات فقهيا ونحويا محدثا لغويا عروضيا حسوبيا فرضيا كبير القدر عظيم الحرمة وافر الهمة مهاب الجانب نافذ الكلمة وبالجملة فلقد كانت له اليد الطولى في العلوم الشرعية وغيرها من العلوم اللسانية وكان له ذهن سيال وذاكرة عجيبة فلقد كان يقول في آخر حياته لبعض طلبته: كنت في السابق أحفظ مختصر خليل كما أنك تحفظ سورة الفاتحة والآن صار حفظي له كما أنك تحفظ سورة لم يكن.
تولى التدريس وقصده الطلبة من كل ناحية فكان يدرس الطلبة كل يوم دروسا في الفقه والنحو وغيرهما من الفنون العلمية أما الحديث فكان يدرسه في أوقاته الخاصة به.
ومن عادته رحمه: الله قراءة صحيح البخاري والشفاء وغيرهما كل سنة يبدأ في صحيح البخاري في منتصف رجب ويختمه في منتصف شوال ويقدم احتفالا ضخما للابتداء.
ويوم قراءة غزوة بدر ويوم الاختتام يدعى لهاته الاحتفالات رجال القرى المجاورة ويطعمون التمر واللبن والطعام والشاي ثم يتلو ذلك القراءة.
وهذه العادة عادة الاحتفال بالحديث الشريف معروفة في سائر النواحي التواتية ومتوارثة يرثها الخلف عن السلف.
كما كان عادته رحمه الله في رمضان الجد والاجتهاد في قراءة القرآن وسرد كتب الأحاديث الصحاح والسيرة النبوية.
وكما تولى مهمة التدريس كان كذلك مفتيا قاضيا وقاضيا بهاته الناحية فكانت ترد عليه المسائل المعضلة والمشاكل المقفلة من توات ومن أزواد ومن كل ناحية فيجيب عنها.
وقد وافقه علماء توات على غالب أحكامه لما أُعطيه من الفهم والتأني في الأمور والإصابة في حل المسائل حتى كان العلامة الشيخ السيد أحمد الحبيب البلبالي يقول لأولاده قرب وفاته:
ما تركت أحدا في توات يفوتكم في العلم إلا ما كان من ابني الحاج أحمد ويعني بذلك صاحب الترجمة وأخاه العلامة الشيخ محمد.
وقد بلغ الشيخ حمزة رحمه الله من الشهرة في العلم وطول الباع ورفع المستوى ما جعل الشيخ النحرير العلامة الكبير السيد محمد باي بن عمر الكنتي يطلب نه الإجازة. فبعث له بها.
لقد بث العلم وقام بمجهودات كبيرة وناجحة في سبيل تعلمه وتعليمه نصيحة للعامة والخاصة من المسلمين كما قام كذلك بتوجيه رسائل على سبيل النصح للأمراء والقضاة والأعيان في عدة نواحي يحثهم فيها على تقوى الله وطاعته والوفاء بعهده والرفق بالمسلمين.
المرجع:
كتاب قبيلة فلان في الماضي والحاضر ومالها من العلوم والنعرفة والمآثر. للشيخ محمد باي بلعالم رحمه الله
و- الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام والآثار والمخطوطات والعادات وما يربط توات من الجهات (في جزأين ). . له أيضا