❁❁❁ 2006 / ع - 05 ❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁❁ اث ت ا
❁❁❁
مجلة حوليات التراث، مستغانم (الجزائر) ©
اللهج ُ ة التَّ واتية وعلاقتها باللغة
العربية الفصحى
أحمد جعفري
جامعة أدرار
إن الحديث عن موضوع اللهجة التواتية وعلاقتها باللغة العربية الفصحى أولا يقتضي منا
الوقوف عند المصطلحين (لهجة، وتوات). وإذا كانت اللهجة قد أخذت حدودها الاصطلاحية من
تعريفها اللغوي الذي ينطلق أساسا من (اللسان)، فإن الحديث عن منطقة توات التاريخية (ولاية
أدرار حديثا) لم يقف به المؤرخون عند حد فاصل في أصل التسمية (توات)، وتاريخ اختطاطها،
بل وحتى في رسم حدودها، فهناك من اعتبر أن "السبب في تسمية هذا الإقليم بتوات على ما يحكى
أنه لما استفتح عقبة( 1) بن نافع الفهري بلاد المغرب، ووصل ساحله، ثم عاد لواد نون ودرعة
وسجلماسة( 2)، وصل خيله توات، ودخل بتاريخ 62 ه، فسألهم عن هذه البلاد يعنى توات، وعن
ما يسمع ويفشى عنها من الضعف، هل تواتي لنفي المجرمين من عصاة المغرب، ينزله بها أو
يجّليه بها، فأجابوه بأنها تواتي، فأنطلق اللسان بذلك أنها تواتي، فتغير اللفظ على لسان العامة
.( لضرب من التخفيف"( 3
وهذا الرأي انفرد به العالم محمد بن عومر (ت 13 ه)، في حين نراه يورد إلى هذا رأيًا
آخر أكثر تداو ً لا، وهو الرأي الذي أسهب في تفسيره وشرحه الشيخ سيد البكري (ت 14 ه)
حيث يقول: "في سنة 518 ه حيث غلب المهدي( 4) الشيعي سلطان الموحدين على المغرب. بعث
قائ ديه علي بن الطيب والطاهر بن عبد المؤمن لأهل الصحراء وأمرهما بقبض الأتوات، فعرف
.( أهل هذا القطر بأهل الأتوات، لأن السلطان قبله منه في المغرم"( 5
ونرى البكري يعلق على هذه الرواية ويقول: "وهذه الرواية أص ح ولهذا اللفظ مسند في
العربية. قال في المصباح( 6): "التوت هو الفاكهة والجمع أتوات"، فعرف أهل هذه البلاد بأهل
الأتوات، فحذف المضاف، وأُقيم المضاف إليه مقامه... فصار توات بعد حذف التعريف
.( والمضاف… وصار هذا الاسم على هذا القطر الصحراوي من تبلكوزه إلى عين صالح"( 7
❁❁❁
مجلة حوليات التراث، مستغانم (الجزائر) ©
اللهج ُ ة التَّ واتية وعلاقتها باللغة
العربية الفصحى
أحمد جعفري
جامعة أدرار
إن الحديث عن موضوع اللهجة التواتية وعلاقتها باللغة العربية الفصحى أولا يقتضي منا
الوقوف عند المصطلحين (لهجة، وتوات). وإذا كانت اللهجة قد أخذت حدودها الاصطلاحية من
تعريفها اللغوي الذي ينطلق أساسا من (اللسان)، فإن الحديث عن منطقة توات التاريخية (ولاية
أدرار حديثا) لم يقف به المؤرخون عند حد فاصل في أصل التسمية (توات)، وتاريخ اختطاطها،
بل وحتى في رسم حدودها، فهناك من اعتبر أن "السبب في تسمية هذا الإقليم بتوات على ما يحكى
أنه لما استفتح عقبة( 1) بن نافع الفهري بلاد المغرب، ووصل ساحله، ثم عاد لواد نون ودرعة
وسجلماسة( 2)، وصل خيله توات، ودخل بتاريخ 62 ه، فسألهم عن هذه البلاد يعنى توات، وعن
ما يسمع ويفشى عنها من الضعف، هل تواتي لنفي المجرمين من عصاة المغرب، ينزله بها أو
يجّليه بها، فأجابوه بأنها تواتي، فأنطلق اللسان بذلك أنها تواتي، فتغير اللفظ على لسان العامة
.( لضرب من التخفيف"( 3
وهذا الرأي انفرد به العالم محمد بن عومر (ت 13 ه)، في حين نراه يورد إلى هذا رأيًا
آخر أكثر تداو ً لا، وهو الرأي الذي أسهب في تفسيره وشرحه الشيخ سيد البكري (ت 14 ه)
حيث يقول: "في سنة 518 ه حيث غلب المهدي( 4) الشيعي سلطان الموحدين على المغرب. بعث
قائ ديه علي بن الطيب والطاهر بن عبد المؤمن لأهل الصحراء وأمرهما بقبض الأتوات، فعرف
.( أهل هذا القطر بأهل الأتوات، لأن السلطان قبله منه في المغرم"( 5
ونرى البكري يعلق على هذه الرواية ويقول: "وهذه الرواية أص ح ولهذا اللفظ مسند في
العربية. قال في المصباح( 6): "التوت هو الفاكهة والجمع أتوات"، فعرف أهل هذه البلاد بأهل
الأتوات، فحذف المضاف، وأُقيم المضاف إليه مقامه... فصار توات بعد حذف التعريف
.( والمضاف… وصار هذا الاسم على هذا القطر الصحراوي من تبلكوزه إلى عين صالح"( 7