داو قلبك بمسح رأس اليتيم
حين يجيء ذكر اليتيم كثيرا ما أقف أمام حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: ''امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين'' رواه أحمد بإسناد حسن· وأتساءل: ما العلاقة بين لين القلب، ومسح شعر اليتيم؟
إن التصدّق بالمشاعر، والتبرّع بالأحاسيس، وعمل القلب قبل عمل الجوارح يزيل سواد القلب، وينظف ما داخله من دخن، ويخلصه مما شابه من سوء الفعل والقول· وكأن المسح على رأس اليتيم تجديد لنشاط القلب من جديد، وتخلية له من سواده، وتحلية له بعمل هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى· كما أن المسح على رأس اليتيم قد يدفع الإنسان إلى أن يزيد في هذا العمل، فربما كانت صدقة المشاعر دافعة لصدقة الأموال، فقد يصحب الزيارة تصدّق بطعام أو شراب، أو كساء جديد لليتيم، أو صدقة من المال له·· فيجمع الإنسان بين صدقة القلب وصدقة الجوارح، فيكون كل ما في الإنسان مشغولا بطاعة الله تعالى، والإحسان إلى الغير·
وإن كان لين القلب كجائزة من الجوائز الكبيرة، فإن هذه الجائزة قيّمة؛ لأن الفعل الذي قام به المسلم ليس محصورا على نفسه، بل تعدى نفعه إلى الغير، وأي غير ينتفع به مثل اليتيم؟! فالذكر يلين القلب، ولكن ليس كالمسح على اليتيم؛ لأن المسح على رأس اليتيم ترجمة للذكر الصادق، بل هو ذكر عملي، كما قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)· وإن الحد الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم من مسح شعر اليتيم هو الحد الذي لا يستعصي على أحد، ويمكن أن يقوم به كل أحد· فمسح شعر رأس اليتيم يجلب لين القلب، أما كفالة اليتيم، فثوابها صحبة الحبيب، صلى الله عليه وسلم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ''أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا· وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا'' رواه البخاري·
ولعلها دعوة لعلماء النفس أن يفسروا لنا، احتكاك الأصابع بشعر رأس اليتيم، وأثر ذلك نفسيا على كل من اليتيم ومن مسح على رأسه، فربما ساعدنا ذلك على تفهّم سر لين القلب، لنكون أكثر فهما واطمئنانا لشرع ربنا·
المرجع: جريدة البصائر
http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=611
حين يجيء ذكر اليتيم كثيرا ما أقف أمام حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: ''امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين'' رواه أحمد بإسناد حسن· وأتساءل: ما العلاقة بين لين القلب، ومسح شعر اليتيم؟
إن التصدّق بالمشاعر، والتبرّع بالأحاسيس، وعمل القلب قبل عمل الجوارح يزيل سواد القلب، وينظف ما داخله من دخن، ويخلصه مما شابه من سوء الفعل والقول· وكأن المسح على رأس اليتيم تجديد لنشاط القلب من جديد، وتخلية له من سواده، وتحلية له بعمل هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى· كما أن المسح على رأس اليتيم قد يدفع الإنسان إلى أن يزيد في هذا العمل، فربما كانت صدقة المشاعر دافعة لصدقة الأموال، فقد يصحب الزيارة تصدّق بطعام أو شراب، أو كساء جديد لليتيم، أو صدقة من المال له·· فيجمع الإنسان بين صدقة القلب وصدقة الجوارح، فيكون كل ما في الإنسان مشغولا بطاعة الله تعالى، والإحسان إلى الغير·
وإن كان لين القلب كجائزة من الجوائز الكبيرة، فإن هذه الجائزة قيّمة؛ لأن الفعل الذي قام به المسلم ليس محصورا على نفسه، بل تعدى نفعه إلى الغير، وأي غير ينتفع به مثل اليتيم؟! فالذكر يلين القلب، ولكن ليس كالمسح على اليتيم؛ لأن المسح على رأس اليتيم ترجمة للذكر الصادق، بل هو ذكر عملي، كما قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)· وإن الحد الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم من مسح شعر اليتيم هو الحد الذي لا يستعصي على أحد، ويمكن أن يقوم به كل أحد· فمسح شعر رأس اليتيم يجلب لين القلب، أما كفالة اليتيم، فثوابها صحبة الحبيب، صلى الله عليه وسلم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ''أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا· وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا'' رواه البخاري·
ولعلها دعوة لعلماء النفس أن يفسروا لنا، احتكاك الأصابع بشعر رأس اليتيم، وأثر ذلك نفسيا على كل من اليتيم ومن مسح على رأسه، فربما ساعدنا ذلك على تفهّم سر لين القلب، لنكون أكثر فهما واطمئنانا لشرع ربنا·
المرجع: جريدة البصائر
http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=611