مدرسة ساهل أقبلي وجهودها في خدمـــة القرآن الكريم ما بين القرن13-14 الهجريين
أ. أحمد بن مالك
إن من نعم الله الجليلة بعثة محمد بهذا الوحي المبارك الذي جاء نبراسا وضياء ومنهجا متكاملا لجميع نواحي الحياة المختلفة، فهدى به القلوب بعد ضلالة، وأنار العقول بعد جهالة، وزكى النفـوس بعد ضباب وظلام، قال تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) [الجمعة:2]، فالقرآن الكريم وضع قواعد فقه التغيير باعتبار أن التغيير والتجدد سنة جميع المخلوقات، وهو أكبر دعوة إلى التجديد وهو أعظم ثورة شاملة في تاريخ البشرية ثورة على الجمود والتقليد وثورة على التفكير الخرافي في الكون والحياة وثورة على كل ما يعارض الفطرة ويناقض العقل ويعكر الوجدان وهنا يكمن سر الاهتمام والإقبال اللامتناهي على تحفيظ وتعليم القرآن الكريم للأجيال من طرف المشايخ في كل زمان. إن عناية الجزائر بالقرآن ليست وليدة الأحداث والمناسبات الرسمية بل هي في طبعها أصيل ازداد تجذرا على مر العصور وتعاقب الأجيال بفضل علمائها الذين تجاوز صيتهم حدود الجزائر ونالوا تقديرا كبيرا من قبل علماء المسلمين في المشرق والمغرب وليس أدل على ذلك من مدارسها العلمية الرائدة الموجودة عبر كافة التراب الوطني شرقه وغربه وشماله وجنوبه من بينها مدرستنا التي هي محور مداخلتنا "مدرسة ساهل أقبلي وجهودها في خدمة القرآن الكريم".
التعريف بالمدرسة
1ـ الموقع الجغرافي :
تقع مدرسة ساهل أقبلي بالبلدة المعروفة بساهل، وهي أحد القصور الأربعة المعروفة ببلدة أقبلي، وهي ساهل واركشاش، والمنصور وزاوية الشيخ سيدي بونعامة، تبعد بلدة ساهل عن مقر البلدية أقبلي بمسافة 2 كلم، وتبعد بلدة أقبلي عن مقر دائرة أولف بحوالي 45كلم، وتبعد عن مقر ولاية أدرار بحوالي 300كلم، يحدها من الشمال أولف ومن الجنوب دائرة إينغر، ومن الجهة الشرقية دائرة إينغر، ومن الجهة الغربية أولف الدائرة.
2- الموقع العلمي :
إن مدرسة ساهل أقبلي تعد مركز إشعاع علمي وثقافي خصوصا ما بين الفترتين (القرن 13 و14 الهجريين)، وذلك نتيجة نبوغ علمائها في مختلف العلوم الإسلامية من فقه وحديث وتفسير وغيرها وكذا علوم اللغة والنحو والأدب والمنطق، كل ذلك بالنظر إلى امتلاكها لعلماء أجلاء أمثال :
الشيخ العلامة محمد عبد الرحمان السكوتي الذي اشتهر بنبوغه في مختلف العلوم الشرعية وفي الأدب والمنطق وله تآليف في ذلك منها كتاب في علم المنطق لكن بكل أسف اختفى هذا الكتاب فلم يعد موجودا، ومنها أرجوزة في علم الفرائض سماها جوهرة الطلاب في علمي الفروض والحساب عدد أبياتها 108 بيت كما خلف الكثير من القصائد الشعرية كقصيدته في الرد على من أنكروا تجويد القرآن الكريم.
والعلامة الشيخ محمد بن السيد محمد بن الحاج أحمد القبلاوي الذي تضلع في مختلف العلوم كالفقه والنحو والحديث، وله مؤلفٌ في اللغة وهو شرح المقدمة الآجرومية سماه تفريج الغيوم على متن مقدمة ابن آجروم.
ومن العلماء الذين زخرت بهم هذه المدرسة العلامة الجليل والفقيه النبيل الحاج محمد عبد القادر بلعالم القبلاوي الذي تمكن من علوم كثيرة كالفقه والنحو والفرائض والعروض وغيرها.
وكذا العلامة الشيخ حمزة الذي كان يعد مرجعية علمية وأدبية في زمنه تخرج على يديه علماء أجلاء أخذوا منه لواء العلم وتعليمه من بعده كما خلف تراثا أدبيا رفيعا تجسد في قصائد شعرية وخلف رسالة في علم أصول الفقه وفتاوى ونوازل.
وبالجملة فإن مدرسة ساهل أقبلي كانت ملاذا علميا لكل طالب للعلم يريد التضلع في شتى العلوم الشرعية واللغوية، ومع ذلك حاولت هذه المدرسة أن تنقل هذا الإشعاع إلى مختلف مناطق جنوب هذا الوطن كالأغواط وغرداية وورقلة وتمنراست وأدرار وخارج الوطن كالمالي وتونس وليبيا، كل ذلك بفضل رحلات علمائها إلى تلك المناطق والبلدان.
اهتمام علماء المنطقة بالتجويد
لقد اهتمت مدرسة ساهل أقبلي بعلم التجويد، وتجسد ذلك في تدريس شيوخ هذه المدرسة لمباحثه وتطبيقهم له أثناء قراءتهم للقرآن الكريم فرادى وجماعات، حتى أن من شدة اهتمامهم بهذا العلم وتميزهم به هو تقديمهم في قراءة القرآن الكريم دون سواهم في جميع توات والهقار وغيرها من البلدان المجاورة وفي مقابل ذلك نجد أنهم دافعوا عن هذا العلم ووقفوا ضد كل من يريد إنكاره كموقف العلامة الشيخ محمد عبد الرحمن السكوتي ممن أنكر التجويد وطعن في المغاربة من أجل ذلك بقوله :
فيا خرشى الأصطفى قصر هديت إلى الرشاد عن اغتياب
فإن لحـوم أهـل الله سـم لآكلهـا ومجلبة الـعــذاب
وأهل الغرب قام الدين حقـا بهم و حموه من أهل التبـاب
وفي تفضيلهم قد جاء نصـا حـديث مسند دون ارتـيـاب
وذلك لن تــزال أمتـي أمة بالحق تقفوا للصواب
به مستمسكون فلم يضرهم مخالفهم إلى يوم الحساب
فهجوك بعد ذا ما كان إلا كمثل طنين أجنحة الذباب
فما قسطوا و لكن أقسطوا في الوقوف والابتداء على حساب
طريق السادة القراء كالهبطي إذ يرجون أضعاف الثواب
فهم أهل الإله بلا مـراء مع الأملاك في حسن المئاب
و سبك لا يضرهم و لكن يؤل عليـك شرا بالعـتاب
كفى جهلا وتوبيخا لمن لم يكن يدري لتجويد الكتـاب
ورتل مع لتقرأه على مكث دليل ظاهر دون ارتيـاب
لأهل الحق والإنصاف طرا ولم يـنكره إلا ذو حجاب
وأهل الجهل فالإعراض عنهم وتركهم أحق من الجواب
القراءات المشهورة بالمنطق
ة بعد استقرائي لجملة من إجازات بعض المشايخ ومعاينتي الميدانية لواقع مدرسة ساهل أقبلي حاليا وجدت أن القراءات المشهورة في المنطقة هي قراءتان من جملة القراءات السبع المعروفة وهما:
1-قراءة نافع بن عبد الرحمان بن أبي نعيم المتوفي بالمدينة عام 169هـ براوييه ورش وقالون.
2-قراءة عبد الله بن كثير المكي القرشي المتوفي بمكة عام 120هـ برواييه البزي وقنبل.
يقول العلامة الشيخ حمزة بن الحاج أحمد في إجازته لابن أخيه السيد محمد عمار بابا في القراءات: (يقول كويتبه المذنب البائس الجاني حمزة بن الحاج أحمد أن من سنن الله ومواهبه لدي أن وفقني لقراءة القرآن العظيم وحفظه وإتقانه بحمد الله بقراءتي نافع وابن كثير وحصلت لي روايته عن عدة شيوخ، وأعلاها عن والدي رحمه الله عن والده عن الشيخ سيدي محمد بن عمر بن سيدي عبد الرحمان بن عمر عن الشيخ المتبرك به الفاضل الأديب النبيل الأريب المشهور في أقطار الأرض على الطول والعرض السيد أحمد الحبيب السجلماسي اللمطي، وعن شقيقه النبيه المشارك سيد صالح بن محمد الغماري والد الشيخ سيدي محمد المكي السجلماسي من روايتي ورش وقالون عن نافع وروايتي البزي وقنبل عن ابن كثير …).
ومما يؤكد ما قلنا كذلك هو أن القادم إلى بلدة ساهل أقبلي اليوم يجد أنهم لا زالوا يحافظون على هذه القراءات خصوصا قراءة نافع براوييه ورش وقالون فالحزب الراتب - القراءة الجماعية للقرآن الكريم - الذي يقرأ في المسجد بمعدل حزبين لكل يوم طوال أيام الأسبوع برواية ورش عن نافع ويوم الخميس يقرؤونه برواية قالون عن نافع.
أشهر المقرئين بها
لقد زخرت مدرسة ساهل أقبلي بين الفترتين القرن 13-14الهجريين بمقرئين للقرآن الكريم يمتازون بخاصة الحفظ والترتيل والتجويد، سنحاول أن نذكر بعضهم فيما يلي:
1- الشيخ السيد أحمد بن محمد بن الحاج عبد القادر بن محمد بن مالك، تتلمذ على مشايخ قصر ساهل بأقبلي، وكان يجيد حفظ القرآن الكريم بكثير من الروايات، وله معرفة جيدة بفن التجويد قال عنه شيخه الشيخ حمزة: "يموت أحمد ويموت معه علم التجويد وعلم التوحيد". رحل من ساهل أقبلي إلى هقار تمنراست وبث فيها العلم واستفاد منه الكثير من أهل الهقار، حتى إنه كان يعلمهم العقائد الدينية باللغة البربرية، وتوفي رحمه الله بمدينة المنيعة وهو في طريقه إلى الديار المقدسة سنة 1374هـ رحمه الله.
2- الشيخ حمزة بن الحاج أحمد القبلاوي، كان عالما شهيرا وأستاذا كبيرا، ولد رحمه الله بساهل أقبلي سنة 1259هـ التحق بالكتاب فحفظ القرآن الكريم، ثم اتجه لطلب العلم فلازم المشايخ الذين كانوا موجودين بقرية ساهل، منهم والده الشيخ الحاج أحمد بن مالك، والأستاذ العلامة السيد المختار بن سيد أحمد العالم، فكان مواظبا على الدرس والتحصيل ليلا نهارا، لا يمل ولا يفتر، وكانت له مشاركة في مجالس الشيوخ مثل صنوه الأكبر السيد محمد بن الحاج أحمد ومثل الشيخ محمد الشنجيطي، والشيخ السيد عبد الكريم بن التقي التيلاني، إلى أن تضلع في العلوم، فصار أحد الأعلام بتوات فقيها مقرئا نحويا محدثا لغويا، وكانت له اليد الطولى في العلوم الشرعية واللسانية، تولى التدريس وقصدته الطلبة من كل ناحية وتخرج عليه الكثير من الفقهاء وكان يحفظ القرآن الكريم برواتي ورش وقالون، وقد تحصل على إجازة بمقتضَى ذلك وله إجازات من بينها الإجازة العامة في العلم هي عبارة عن كتاب متوسط الحجم، وكان رحمه الله أحد قضاة الجماعة بتوات توفي رحمه الله بساهل أقبلي في سنة 1335هـ.
3- العلامة الشيخ السيد محمد عبد الرحمان بن محمد السكوتي، ولد بقرية ساهل أقبلي سنة 1285هـ وقرأ القرآن على مشايخ ساهل، ثم تطلع إلى دراسة العلوم فحضر مجالس شيوخ البلدة التي كانت زاخرة بالعلماء متعددة المجالس العلمية في أوقات متفاوتة، فطفق يتردد بين هذا المجلس، وخصوصا مجلس خاله الشيخ حمزة بن الحاج أحمد الذي كان يعدّ عميد علماء تلك الناحية، والذي كان له الأثر الكبير في تثقيف وتعليم الشيخ السكوتي.
كان الشيخ رحمه الله مقرئا فقيها أديبا، خلف مجموعة من المؤلفات في شتى العلوم، تحصل على الإجازة في التدريس من الكثير من العلماء الذين قرأ عليهم أو تم له اللقاء معهم منهم الشيخ حمزة القبلاوي وعلامة أهل الشام الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني.
4- العلامة المقرئ الفقيه السيد الحاج محمد عبد القادر بلعالم القبلاوي المولود بساهل أقبلي سنة 1298هـ لقد أخذ القرآن الكريم حفظا وترتيلا وتجويدا على مشايخ البلدة، ثم عكف على تحصيل العلم فلازم جده الشيخ السيد المختار بن سيد أحمد العالم، والشيخ حمزة القبلاوي، والشيخ السكوتي، فتحصل على علم الفقه والنحو والفرائض والفروض وغيرها حيث صرف لحظات عمره في طلب العلم وتعليمه ومطالعة كتبه.
فكان لا يمل من قراءة القرآن والمطالعة وكان حيثما حل وارتحل إلا وتجد معه أكواما من الكتب. أخذ الشيخ الإجازة عن الشيخ حمزة القبلاوي وعن الشيخ السكوتي وعن الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني الشامي، وخلف طلبة كثيرين في أقبلي وورقلة وأولف وغيرها، توفي رحمه الله يوم 05 ربيع الثاني سنة 1372هجرية بساهل أقبلي رحمه الله آمين.
5- الأستاذ الشهير والعلامة الكبير المقرئ السيد محمد بن السيد محمد الحاج القبلاوي المولود سنة 1282هجرية ببلدة ساهل أقبلي دائرة أولف ولاية أدرار، من أسرة لها باع عظيم في العلم والمعرفة، أخذ القرآن الكريم حفظا وترتيلا وتجويدا، التحق بالمدارس العلمية فلازم عمه الشيخ حمزة بن الحاج أحمد، والشيخ السيد المختار بن السيد أحمد العالم، وهو الذي اقترح عليه أن يؤلف شرحا على المقدمة الآجرومية في النحو، فتلقى الفقه والنحو والحديث وغيرها من فنون العلم حتى أصبح من الأئمة الأعلام مقرئا فقهيا نحويا لغويا وبعد أن أنهى دراسته العلمية تعلقت همته بالجولان في الأرض ليزداد علما على علمه، فجال في أرض الله طلبا للعلم، واجتمع أثناء تجولاته بالكثير من العلماء ما بين ليبيا ومالي وغيرها، فكانت له علاقة متينة مع العلماء داخل الوطن وخارجه، وخصوصا مع آل الشيخ الكنتي مثل الشيخ باي بن عمر، والشيخ محمد بن بادي، والشيخ محمد بن البكاي، كما تم له اللقاء مع الشيخ المختار بن إسماعيل بن وديعة الله السلاوي واستفاد منه وأجازه، ولقد شهد له مشايخه الذين درس عليهم بالمكانة العالية في العلم والفُرقان، فعلم وأرشد ووجه ونصح داخل الوطن وخارجه وأثرى الخزانة العلمية الموجودة بمسقط رأسه ساهل أقبلي بالكثير من المخطوطات وله مؤلفات منها شرح الآجرومية في النحو سماه تفريج الغيوم على متن مقدمة ابن آجروم. له إجازات كثيرة تلقاها من مشايخه مثل إجازة عمه الشيخ حمزة القبلاوي، والشيخ السيد محمد لحبيب، كما أجازه الشيخ السيد المختار بن إسماعيل السلاوي بالجملة توفي عام 1352 هجرية بساهل أقبلي رحمه الله.
6- الشيخ محمد عمار بابا هو محمد عمار بن الحاج أحمد بن محمد بن مالك ازداد بقرية ساهل سنة 1296هـ، كان حافظا للقرآن الكريم حفظا متقنا، وكان ناسخا للكتب والمصاحف، أخذ إجازة حفظ القرآن عن عمه الشيخ حمزة بن الحاج أحمد، توفي رحمه الله سنة 1364 هجرية.
7- العلامة الشيخ السيد المختار بن أحمد بن محمد بن محمد العالم المعروف ببابا المختار ولد في أواسط القرن الثالث عشر للهجرة، كان إماما في مسجد ساهل أقبلي المسمى الآن بمسجد مالك بن أنس، كان عالما عاملا على قدر عظيم من التقوى والعبادة، حافظا للقرآن الكريم مقرئا له مدرسا للعلم بمعية تلامذته ومنهم أولاده الخمسة الذين كانوا يحفظون القرآن حفظا جيدا وكانوا فقهاء وعلماء، وهم محمد ومحمد عبد الله، ومحمد خليفة، وأحمد، وكان لهذا الأخير أولاد ثلاثة من حفظة القرآن ومن المعلمين له، وهم محمد عبد الرحمان فكان يضرب به المثل في حفظ القرآن وحسن الصوت كان معلما وإماما بولاية ورقلة، ومحمد الخليفة كان كذلك يحفظ القرآن حفظا جيدا وكان معلما بولاية ورقلة، ومحمد كان حافظا للقرآن الكريم.كان الشيخ بابا المختار من تلامذة الشيخ عبد الرحمان السكوتي، والسيد محمد الحسان بن محمد بن السيد حمزة، وصنوه أحمد بن السيد حمزة، والسيد محمد المغيلي بن المنوفي، وجماعة كثيرين من قرية ساهل أقبلي توفي سنة 1315 للهجرة.
8- الشيخ الطالب محمد بن عبد الرحمان بن مكي بلعالم، إمام المسجد ومعلم القرآن، تخرج على يديه الكثير من حفظة القرآن، ولقد كان مجاهدا ومجددا في مدرسة القرآن وفي المسجد العتيق، كان لا يفتر من قراءة القرآن في جميع أوقاته، ولد سنة 1310هـ وتوفي سنة 1365هـ، كرس حياته في تحفيظ القرآن وعمارة المسجد، اشتهر بحفظه للقرآن الكريم وتجويده بروايتي ورش وقالون.
9- الشيخ محمد عبد القادر بن الحاج أحمد، ولد ببلدة ساهل أقبلي تلقى القرآن على يد علمائها، له معرفة بعلم التجويد على درب والده العلامة الشيخ الحاج أحمد بن محمد، رحل إلى الهقار بتمنراست بمعية والده، وهناك ازداد علما على يديه، خلف والده بعد وفاته في التدريس ببلدة تيفرت بلدية أبلسة ولاية تمنراست، وهو لازال على قيد الحياة يواصل نشاطه التعليمي.
أ. أحمد بن مالك
إن من نعم الله الجليلة بعثة محمد بهذا الوحي المبارك الذي جاء نبراسا وضياء ومنهجا متكاملا لجميع نواحي الحياة المختلفة، فهدى به القلوب بعد ضلالة، وأنار العقول بعد جهالة، وزكى النفـوس بعد ضباب وظلام، قال تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) [الجمعة:2]، فالقرآن الكريم وضع قواعد فقه التغيير باعتبار أن التغيير والتجدد سنة جميع المخلوقات، وهو أكبر دعوة إلى التجديد وهو أعظم ثورة شاملة في تاريخ البشرية ثورة على الجمود والتقليد وثورة على التفكير الخرافي في الكون والحياة وثورة على كل ما يعارض الفطرة ويناقض العقل ويعكر الوجدان وهنا يكمن سر الاهتمام والإقبال اللامتناهي على تحفيظ وتعليم القرآن الكريم للأجيال من طرف المشايخ في كل زمان. إن عناية الجزائر بالقرآن ليست وليدة الأحداث والمناسبات الرسمية بل هي في طبعها أصيل ازداد تجذرا على مر العصور وتعاقب الأجيال بفضل علمائها الذين تجاوز صيتهم حدود الجزائر ونالوا تقديرا كبيرا من قبل علماء المسلمين في المشرق والمغرب وليس أدل على ذلك من مدارسها العلمية الرائدة الموجودة عبر كافة التراب الوطني شرقه وغربه وشماله وجنوبه من بينها مدرستنا التي هي محور مداخلتنا "مدرسة ساهل أقبلي وجهودها في خدمة القرآن الكريم".
التعريف بالمدرسة
1ـ الموقع الجغرافي :
تقع مدرسة ساهل أقبلي بالبلدة المعروفة بساهل، وهي أحد القصور الأربعة المعروفة ببلدة أقبلي، وهي ساهل واركشاش، والمنصور وزاوية الشيخ سيدي بونعامة، تبعد بلدة ساهل عن مقر البلدية أقبلي بمسافة 2 كلم، وتبعد بلدة أقبلي عن مقر دائرة أولف بحوالي 45كلم، وتبعد عن مقر ولاية أدرار بحوالي 300كلم، يحدها من الشمال أولف ومن الجنوب دائرة إينغر، ومن الجهة الشرقية دائرة إينغر، ومن الجهة الغربية أولف الدائرة.
2- الموقع العلمي :
إن مدرسة ساهل أقبلي تعد مركز إشعاع علمي وثقافي خصوصا ما بين الفترتين (القرن 13 و14 الهجريين)، وذلك نتيجة نبوغ علمائها في مختلف العلوم الإسلامية من فقه وحديث وتفسير وغيرها وكذا علوم اللغة والنحو والأدب والمنطق، كل ذلك بالنظر إلى امتلاكها لعلماء أجلاء أمثال :
الشيخ العلامة محمد عبد الرحمان السكوتي الذي اشتهر بنبوغه في مختلف العلوم الشرعية وفي الأدب والمنطق وله تآليف في ذلك منها كتاب في علم المنطق لكن بكل أسف اختفى هذا الكتاب فلم يعد موجودا، ومنها أرجوزة في علم الفرائض سماها جوهرة الطلاب في علمي الفروض والحساب عدد أبياتها 108 بيت كما خلف الكثير من القصائد الشعرية كقصيدته في الرد على من أنكروا تجويد القرآن الكريم.
والعلامة الشيخ محمد بن السيد محمد بن الحاج أحمد القبلاوي الذي تضلع في مختلف العلوم كالفقه والنحو والحديث، وله مؤلفٌ في اللغة وهو شرح المقدمة الآجرومية سماه تفريج الغيوم على متن مقدمة ابن آجروم.
ومن العلماء الذين زخرت بهم هذه المدرسة العلامة الجليل والفقيه النبيل الحاج محمد عبد القادر بلعالم القبلاوي الذي تمكن من علوم كثيرة كالفقه والنحو والفرائض والعروض وغيرها.
وكذا العلامة الشيخ حمزة الذي كان يعد مرجعية علمية وأدبية في زمنه تخرج على يديه علماء أجلاء أخذوا منه لواء العلم وتعليمه من بعده كما خلف تراثا أدبيا رفيعا تجسد في قصائد شعرية وخلف رسالة في علم أصول الفقه وفتاوى ونوازل.
وبالجملة فإن مدرسة ساهل أقبلي كانت ملاذا علميا لكل طالب للعلم يريد التضلع في شتى العلوم الشرعية واللغوية، ومع ذلك حاولت هذه المدرسة أن تنقل هذا الإشعاع إلى مختلف مناطق جنوب هذا الوطن كالأغواط وغرداية وورقلة وتمنراست وأدرار وخارج الوطن كالمالي وتونس وليبيا، كل ذلك بفضل رحلات علمائها إلى تلك المناطق والبلدان.
اهتمام علماء المنطقة بالتجويد
لقد اهتمت مدرسة ساهل أقبلي بعلم التجويد، وتجسد ذلك في تدريس شيوخ هذه المدرسة لمباحثه وتطبيقهم له أثناء قراءتهم للقرآن الكريم فرادى وجماعات، حتى أن من شدة اهتمامهم بهذا العلم وتميزهم به هو تقديمهم في قراءة القرآن الكريم دون سواهم في جميع توات والهقار وغيرها من البلدان المجاورة وفي مقابل ذلك نجد أنهم دافعوا عن هذا العلم ووقفوا ضد كل من يريد إنكاره كموقف العلامة الشيخ محمد عبد الرحمن السكوتي ممن أنكر التجويد وطعن في المغاربة من أجل ذلك بقوله :
فيا خرشى الأصطفى قصر هديت إلى الرشاد عن اغتياب
فإن لحـوم أهـل الله سـم لآكلهـا ومجلبة الـعــذاب
وأهل الغرب قام الدين حقـا بهم و حموه من أهل التبـاب
وفي تفضيلهم قد جاء نصـا حـديث مسند دون ارتـيـاب
وذلك لن تــزال أمتـي أمة بالحق تقفوا للصواب
به مستمسكون فلم يضرهم مخالفهم إلى يوم الحساب
فهجوك بعد ذا ما كان إلا كمثل طنين أجنحة الذباب
فما قسطوا و لكن أقسطوا في الوقوف والابتداء على حساب
طريق السادة القراء كالهبطي إذ يرجون أضعاف الثواب
فهم أهل الإله بلا مـراء مع الأملاك في حسن المئاب
و سبك لا يضرهم و لكن يؤل عليـك شرا بالعـتاب
كفى جهلا وتوبيخا لمن لم يكن يدري لتجويد الكتـاب
ورتل مع لتقرأه على مكث دليل ظاهر دون ارتيـاب
لأهل الحق والإنصاف طرا ولم يـنكره إلا ذو حجاب
وأهل الجهل فالإعراض عنهم وتركهم أحق من الجواب
القراءات المشهورة بالمنطق
ة بعد استقرائي لجملة من إجازات بعض المشايخ ومعاينتي الميدانية لواقع مدرسة ساهل أقبلي حاليا وجدت أن القراءات المشهورة في المنطقة هي قراءتان من جملة القراءات السبع المعروفة وهما:
1-قراءة نافع بن عبد الرحمان بن أبي نعيم المتوفي بالمدينة عام 169هـ براوييه ورش وقالون.
2-قراءة عبد الله بن كثير المكي القرشي المتوفي بمكة عام 120هـ برواييه البزي وقنبل.
يقول العلامة الشيخ حمزة بن الحاج أحمد في إجازته لابن أخيه السيد محمد عمار بابا في القراءات: (يقول كويتبه المذنب البائس الجاني حمزة بن الحاج أحمد أن من سنن الله ومواهبه لدي أن وفقني لقراءة القرآن العظيم وحفظه وإتقانه بحمد الله بقراءتي نافع وابن كثير وحصلت لي روايته عن عدة شيوخ، وأعلاها عن والدي رحمه الله عن والده عن الشيخ سيدي محمد بن عمر بن سيدي عبد الرحمان بن عمر عن الشيخ المتبرك به الفاضل الأديب النبيل الأريب المشهور في أقطار الأرض على الطول والعرض السيد أحمد الحبيب السجلماسي اللمطي، وعن شقيقه النبيه المشارك سيد صالح بن محمد الغماري والد الشيخ سيدي محمد المكي السجلماسي من روايتي ورش وقالون عن نافع وروايتي البزي وقنبل عن ابن كثير …).
ومما يؤكد ما قلنا كذلك هو أن القادم إلى بلدة ساهل أقبلي اليوم يجد أنهم لا زالوا يحافظون على هذه القراءات خصوصا قراءة نافع براوييه ورش وقالون فالحزب الراتب - القراءة الجماعية للقرآن الكريم - الذي يقرأ في المسجد بمعدل حزبين لكل يوم طوال أيام الأسبوع برواية ورش عن نافع ويوم الخميس يقرؤونه برواية قالون عن نافع.
أشهر المقرئين بها
لقد زخرت مدرسة ساهل أقبلي بين الفترتين القرن 13-14الهجريين بمقرئين للقرآن الكريم يمتازون بخاصة الحفظ والترتيل والتجويد، سنحاول أن نذكر بعضهم فيما يلي:
1- الشيخ السيد أحمد بن محمد بن الحاج عبد القادر بن محمد بن مالك، تتلمذ على مشايخ قصر ساهل بأقبلي، وكان يجيد حفظ القرآن الكريم بكثير من الروايات، وله معرفة جيدة بفن التجويد قال عنه شيخه الشيخ حمزة: "يموت أحمد ويموت معه علم التجويد وعلم التوحيد". رحل من ساهل أقبلي إلى هقار تمنراست وبث فيها العلم واستفاد منه الكثير من أهل الهقار، حتى إنه كان يعلمهم العقائد الدينية باللغة البربرية، وتوفي رحمه الله بمدينة المنيعة وهو في طريقه إلى الديار المقدسة سنة 1374هـ رحمه الله.
2- الشيخ حمزة بن الحاج أحمد القبلاوي، كان عالما شهيرا وأستاذا كبيرا، ولد رحمه الله بساهل أقبلي سنة 1259هـ التحق بالكتاب فحفظ القرآن الكريم، ثم اتجه لطلب العلم فلازم المشايخ الذين كانوا موجودين بقرية ساهل، منهم والده الشيخ الحاج أحمد بن مالك، والأستاذ العلامة السيد المختار بن سيد أحمد العالم، فكان مواظبا على الدرس والتحصيل ليلا نهارا، لا يمل ولا يفتر، وكانت له مشاركة في مجالس الشيوخ مثل صنوه الأكبر السيد محمد بن الحاج أحمد ومثل الشيخ محمد الشنجيطي، والشيخ السيد عبد الكريم بن التقي التيلاني، إلى أن تضلع في العلوم، فصار أحد الأعلام بتوات فقيها مقرئا نحويا محدثا لغويا، وكانت له اليد الطولى في العلوم الشرعية واللسانية، تولى التدريس وقصدته الطلبة من كل ناحية وتخرج عليه الكثير من الفقهاء وكان يحفظ القرآن الكريم برواتي ورش وقالون، وقد تحصل على إجازة بمقتضَى ذلك وله إجازات من بينها الإجازة العامة في العلم هي عبارة عن كتاب متوسط الحجم، وكان رحمه الله أحد قضاة الجماعة بتوات توفي رحمه الله بساهل أقبلي في سنة 1335هـ.
3- العلامة الشيخ السيد محمد عبد الرحمان بن محمد السكوتي، ولد بقرية ساهل أقبلي سنة 1285هـ وقرأ القرآن على مشايخ ساهل، ثم تطلع إلى دراسة العلوم فحضر مجالس شيوخ البلدة التي كانت زاخرة بالعلماء متعددة المجالس العلمية في أوقات متفاوتة، فطفق يتردد بين هذا المجلس، وخصوصا مجلس خاله الشيخ حمزة بن الحاج أحمد الذي كان يعدّ عميد علماء تلك الناحية، والذي كان له الأثر الكبير في تثقيف وتعليم الشيخ السكوتي.
كان الشيخ رحمه الله مقرئا فقيها أديبا، خلف مجموعة من المؤلفات في شتى العلوم، تحصل على الإجازة في التدريس من الكثير من العلماء الذين قرأ عليهم أو تم له اللقاء معهم منهم الشيخ حمزة القبلاوي وعلامة أهل الشام الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني.
4- العلامة المقرئ الفقيه السيد الحاج محمد عبد القادر بلعالم القبلاوي المولود بساهل أقبلي سنة 1298هـ لقد أخذ القرآن الكريم حفظا وترتيلا وتجويدا على مشايخ البلدة، ثم عكف على تحصيل العلم فلازم جده الشيخ السيد المختار بن سيد أحمد العالم، والشيخ حمزة القبلاوي، والشيخ السكوتي، فتحصل على علم الفقه والنحو والفرائض والفروض وغيرها حيث صرف لحظات عمره في طلب العلم وتعليمه ومطالعة كتبه.
فكان لا يمل من قراءة القرآن والمطالعة وكان حيثما حل وارتحل إلا وتجد معه أكواما من الكتب. أخذ الشيخ الإجازة عن الشيخ حمزة القبلاوي وعن الشيخ السكوتي وعن الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني الشامي، وخلف طلبة كثيرين في أقبلي وورقلة وأولف وغيرها، توفي رحمه الله يوم 05 ربيع الثاني سنة 1372هجرية بساهل أقبلي رحمه الله آمين.
5- الأستاذ الشهير والعلامة الكبير المقرئ السيد محمد بن السيد محمد الحاج القبلاوي المولود سنة 1282هجرية ببلدة ساهل أقبلي دائرة أولف ولاية أدرار، من أسرة لها باع عظيم في العلم والمعرفة، أخذ القرآن الكريم حفظا وترتيلا وتجويدا، التحق بالمدارس العلمية فلازم عمه الشيخ حمزة بن الحاج أحمد، والشيخ السيد المختار بن السيد أحمد العالم، وهو الذي اقترح عليه أن يؤلف شرحا على المقدمة الآجرومية في النحو، فتلقى الفقه والنحو والحديث وغيرها من فنون العلم حتى أصبح من الأئمة الأعلام مقرئا فقهيا نحويا لغويا وبعد أن أنهى دراسته العلمية تعلقت همته بالجولان في الأرض ليزداد علما على علمه، فجال في أرض الله طلبا للعلم، واجتمع أثناء تجولاته بالكثير من العلماء ما بين ليبيا ومالي وغيرها، فكانت له علاقة متينة مع العلماء داخل الوطن وخارجه، وخصوصا مع آل الشيخ الكنتي مثل الشيخ باي بن عمر، والشيخ محمد بن بادي، والشيخ محمد بن البكاي، كما تم له اللقاء مع الشيخ المختار بن إسماعيل بن وديعة الله السلاوي واستفاد منه وأجازه، ولقد شهد له مشايخه الذين درس عليهم بالمكانة العالية في العلم والفُرقان، فعلم وأرشد ووجه ونصح داخل الوطن وخارجه وأثرى الخزانة العلمية الموجودة بمسقط رأسه ساهل أقبلي بالكثير من المخطوطات وله مؤلفات منها شرح الآجرومية في النحو سماه تفريج الغيوم على متن مقدمة ابن آجروم. له إجازات كثيرة تلقاها من مشايخه مثل إجازة عمه الشيخ حمزة القبلاوي، والشيخ السيد محمد لحبيب، كما أجازه الشيخ السيد المختار بن إسماعيل السلاوي بالجملة توفي عام 1352 هجرية بساهل أقبلي رحمه الله.
6- الشيخ محمد عمار بابا هو محمد عمار بن الحاج أحمد بن محمد بن مالك ازداد بقرية ساهل سنة 1296هـ، كان حافظا للقرآن الكريم حفظا متقنا، وكان ناسخا للكتب والمصاحف، أخذ إجازة حفظ القرآن عن عمه الشيخ حمزة بن الحاج أحمد، توفي رحمه الله سنة 1364 هجرية.
7- العلامة الشيخ السيد المختار بن أحمد بن محمد بن محمد العالم المعروف ببابا المختار ولد في أواسط القرن الثالث عشر للهجرة، كان إماما في مسجد ساهل أقبلي المسمى الآن بمسجد مالك بن أنس، كان عالما عاملا على قدر عظيم من التقوى والعبادة، حافظا للقرآن الكريم مقرئا له مدرسا للعلم بمعية تلامذته ومنهم أولاده الخمسة الذين كانوا يحفظون القرآن حفظا جيدا وكانوا فقهاء وعلماء، وهم محمد ومحمد عبد الله، ومحمد خليفة، وأحمد، وكان لهذا الأخير أولاد ثلاثة من حفظة القرآن ومن المعلمين له، وهم محمد عبد الرحمان فكان يضرب به المثل في حفظ القرآن وحسن الصوت كان معلما وإماما بولاية ورقلة، ومحمد الخليفة كان كذلك يحفظ القرآن حفظا جيدا وكان معلما بولاية ورقلة، ومحمد كان حافظا للقرآن الكريم.كان الشيخ بابا المختار من تلامذة الشيخ عبد الرحمان السكوتي، والسيد محمد الحسان بن محمد بن السيد حمزة، وصنوه أحمد بن السيد حمزة، والسيد محمد المغيلي بن المنوفي، وجماعة كثيرين من قرية ساهل أقبلي توفي سنة 1315 للهجرة.
8- الشيخ الطالب محمد بن عبد الرحمان بن مكي بلعالم، إمام المسجد ومعلم القرآن، تخرج على يديه الكثير من حفظة القرآن، ولقد كان مجاهدا ومجددا في مدرسة القرآن وفي المسجد العتيق، كان لا يفتر من قراءة القرآن في جميع أوقاته، ولد سنة 1310هـ وتوفي سنة 1365هـ، كرس حياته في تحفيظ القرآن وعمارة المسجد، اشتهر بحفظه للقرآن الكريم وتجويده بروايتي ورش وقالون.
9- الشيخ محمد عبد القادر بن الحاج أحمد، ولد ببلدة ساهل أقبلي تلقى القرآن على يد علمائها، له معرفة بعلم التجويد على درب والده العلامة الشيخ الحاج أحمد بن محمد، رحل إلى الهقار بتمنراست بمعية والده، وهناك ازداد علما على يديه، خلف والده بعد وفاته في التدريس ببلدة تيفرت بلدية أبلسة ولاية تمنراست، وهو لازال على قيد الحياة يواصل نشاطه التعليمي.