الجزء الأول:
الدكتور مولود عويمر
تعتبر مجلة "حضارة الإسلام" من أهم المجلات العربية التي وسعت مجالاتها الفكرية والثقافية لتشمل جانبا هاما من رسالة المثقف والتي تتمثل في تجاوز قيود الأكاديمية البحتة لتأسيس مواقف تجاه قضايا إنسانية، حتى لا تنغلق المعرفة على نفسها، وتغرق في التنظير بعيدا عن هموم المجتمع، ومصيره.
فمجلة "حضارة الإسلام" التي يوحي عنوانها إلى الاهتمام بالماضي والتغني به في الحاضر، تمثل نموذجا في الجمع بين المقاربة الأكاديمية والإسهام في النضال السياسي والاجتماعي خاصة عندما يتعلق الأمر بتحرير أرض عربية تقع تحت الاحتلال الأجنبي كما هو حال الجزائر بين 1830 و1962.
لقد قامت هذه المجلة بإبراز مكانة الجزائر في التاريخ العربي والإسلامي، والتأكيد على عظمة ثورتها التحريرية، والتعريف بالثقافة الجزائرية من خلال العديد من أعلامها البارزين.
الدكتور مصطفى السباعي: بطاقة حياة
هو الدكتور مصطفى بن حسني السباعي، ولد بمدينة حمص سنة 1915. درس في سوريا ثم التحق بجامع الأزهر بمصر. شارك في الحركة القومية في الشام، وساند بقوة القضية الفلسطينية، فشارك في حرب 1948 إلى جانب الفلسطينيين.
نال شهادة الدكتوراه في أصول الدين من جامعة الأزهر سنة 1949 بعد أن قدم رسالة بعنوان: " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي". عاد إلى سوريا واستقر بدمشق، وعمل أستاذا بكلية الحقوق منذ 1950. أسس كلية الشريعة سنة 1955 وأصبح أول عميدا لها.
تربطه علاقات قوية برواد الحركة الوطنية والإصلاحية ببلاد المغرب العربي كمحمد البشير الإبراهيمي، الفضيل الورتلاني ومالك بن نبي من الجزائر، عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي من المغرب، عبد العزيز الثعالبي ومحي الدين القليبي من تونس...الخ.
ألف الدكتور السباعي عدة كتب منها: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، المرأة بين الفقه والقانون، النظام الاجتماعي في الإسلام، هكذا علمتني الحياة، من روائع حضارتنا، السيرة النبوية، الإستشراق والمستشرقون...الخ.
وكتب الدكتور السباعي مقالات في الدعوة والتاريخ والفكر والسياسة في أمهات المجلات الإسلامية، وظهر نبوغه الفكري المبكر في مجلة "الفتح" للأستاذ محب الدين الخطيب التي ظلت تصدر بين 1926 و1951. وهي تتكون من 25 مجلدا تضم 20 ألف صفحة. ونتمنى أن تتاح لنا الفرصة للعودة إلى هذه المجلة الرائدة التي كانت مجلة العالم الإسلامي بأسره.
لقد قامت مجلة "الشهاب" للشيخ عبد الحميد بن باديس بنشر مقالين للأستاذ السباعي نقلا عن مجلة "الفتح"، وهما: نكبة الدين في انحراف علمائه (المجلد 13، الجزء 12، 1937)، العلماء والسياسة (المجلد 14، الجزء1، 1938).
قام الدكتور السباعي بعدة رحلات إلى أوروبا للإطلاع على مناهج الدراسات الإسلامية بالجامعات الغربية والتعارف على المستشرقين. كما اتصل أيضا بالجاليات الإسلامية وحاضر في مساجدها ونواديها، وقد ألقى في هذا السياق خطبة الجمعة في مسجد باريس في عام 1956 وتزامن ذلك مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي. وفي هذه الخطبة ندد الأستاذ السباعي بالأساليب الوحشية التي ترتكبها فرنسا في الجزائر.
توفي الدكتور مصطفى السباعي بدمشق في 3 أكتوبر 1964 بعد مرض عضال ألزمه الفراش عدة سنوات. وقد أرسل المفكر الجزائري الأستاذ مالك بن نبي رسالة تعزية إلى أسرة السباعي، جاء فيها على الخصوص: « لقد تعرفت بالفقيد تغمده الله برحمته بقدر مقدر أثناء أول جولة محاضرات، قمت بها في القطر السوري في صيف 1958... فمنذ الكلمات الأولى شعرت بأنني تعرفت على رجل يحمل في أحشائه نارا، نار القضية المقدسة التي عاش من أجلها ... وكانت الكلمات الدائرة بيننا تزيد في اهتمامي بشخصه، وربما كانت تزيد في اهتمامه بشخصي على المعنى الذي أشار إليه الحديث الشريف: " الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف". هكذا تعرفت على رجل، نشأت بيني وبينه منذ تلك اللحظات أخوة لا يطفئ حرارتها الموت. إن شخص السباعي قد انتقل، ولكن عمله سيبقى مفعوله جاريا في تشيد حضارة الإسلام».
مجلة "حضارة الإسلام" في سطور:
أهتم الدكتور السباعي مبكرا بالصحافة كما أشرنا أعلاه، فبالإضافة إلى الكتابة في المجلات والصحف الإسلامية المشهورة، وأنشأ جريدة "المنار" من 1947 إلى 1949، وأصدر مجلة "الشهاب" الأسبوعية في عام 1955 واستمرت إلى عام 1958. وأشرف في نفس الفترة على المجلة الشهرية "المسلمون"، قبل أن ينقلها صاحبها الدكتور سعيد رمضان إلى جنيف بسويسرا؛ فأقدم الدكتور السباعي في أوت 1960 على إصدار مجلة أخرى سماها : "حضارة الإسلام" التي نحن بصدد دراستها.
تصدر هذه المجلة بدمشق تعنى بالفكر الإسلامي. وقد جاء في افتتاحية عددها الأول: " إنها مجلة فكرية جامعة تساهم في بناء مجد الأمة الحضاري وذلك بعرض الصورة الحية المنيرة والمفيدة في تراثنا الحضاري وتفكيرنا العلمي."
وجاء أيضا في السياق نفسه: " نحن أمة لها ماضي وعندها تراث، وبين يديها بناء وفي عقولها فلسفة ورسالة وفي عيونها بناء ونور وفي قلوبها إيمان ويقين، وفي أخلاقها نبل وشرف، وفي نفوسها تقى وصلاح، فلنا من بين هذه الأمم الناهضة كلها شأن غير شأنها."
وحددت المجلة أهدافها في " التوجيه الصادق السليم نحو بناء ثقافي مستقيم، ثابت غير منحرف، جميل غير مشوه، قوي غير مضطرب، نستلهمه من عقيدة هذه الأمة وتراثها الغني العظيم، ورسالتها التي كانت رحمة للعالمين."
وتتابع المجلة باهتمام كبير أحوال الدول العربية والإسلامية في ماضيها وحاضرها، وتهتم بالشؤون الاجتماعية والمسائل الاقتصادية. وتحتوي المجلة على أبواب ثابتة، يتغير ترتيبها من حين لأخر، من أبرز هذه الأبواب:
-مفكرة الشهر: وهي تضم غالبا متابعة لأهم الأحداث الثقافية والسياسية في العالم، ملخصة بشكل دقيق.
-شؤون المسلمين في العالم: وهي صفحات تخصصها المجلة لقضايا راهن العالم الإسلامي وأحوال المسلمين في العالم.
-من الصحف والمجلات: وهو اقتباس مقالات أو أخبار من المجلات الأخرى.
مكتبة المجلة: وفي هذا الركن، تعرض أهم الإصدارات الجديدة في مجالات الثقافة الإسلامية.
ندوة القراء: تنشر المجلة مساهمات القراء من مقالات وأسئلة وانطباعات وردود أفعال على المقالات المنشورة.
استشارات طبية: وهي أجوبة في مجال الصحة يجيب عنها الدكتور إبراهيم الراوي.
للمجلة كتاب دائمون، يساهمون باستمرار في تطعيم المجلة بمختلف المقالات والبحوث في مجالات مختلفة، ونذكر هنا بسرعة أبرزهم: محمد المبارك، مصطفى الزرقا، معروف الدواليبي، محمد المجذوب، محمد الحسناوي، عدنان زرزور، محمد عزة دروزة، أنور الجندي، يوسف القرضاوي، عماد الدين خليل...الخ.
وفتحت المجلة صفحاتها للكتاب العرب والمسلمين، نشير هنا بشكل خاص إلى الكتاب والعلماء الجزائريين: محمد البشير الإبراهيمي، الفضيل الورتلاني، أحمد توفيق المدني، مالك بن نبي، محمد الغسيري، محمد العيد أل خليفة، حمزة بوكوشة، عبد الرحمان الغريب، محمد الطاهر فضلاء ...الخ. وهذه المقالات المنشورة كانت في كثير من الأحيان منقولة عن الكتب أو الصحف والمجلات الجزائرية.
وتوقفت مجلة "حضارة الإسلام" عن الصدور في سنة 1981، بعد اثنين وعشرين عاما من العطاء. وتوجد المجموعة الكاملة للمجلة بمكتبة كلية العلوم الإسلامية بجامعة الخروبة.
الدكتور مولود عويمر
تعتبر مجلة "حضارة الإسلام" من أهم المجلات العربية التي وسعت مجالاتها الفكرية والثقافية لتشمل جانبا هاما من رسالة المثقف والتي تتمثل في تجاوز قيود الأكاديمية البحتة لتأسيس مواقف تجاه قضايا إنسانية، حتى لا تنغلق المعرفة على نفسها، وتغرق في التنظير بعيدا عن هموم المجتمع، ومصيره.
فمجلة "حضارة الإسلام" التي يوحي عنوانها إلى الاهتمام بالماضي والتغني به في الحاضر، تمثل نموذجا في الجمع بين المقاربة الأكاديمية والإسهام في النضال السياسي والاجتماعي خاصة عندما يتعلق الأمر بتحرير أرض عربية تقع تحت الاحتلال الأجنبي كما هو حال الجزائر بين 1830 و1962.
لقد قامت هذه المجلة بإبراز مكانة الجزائر في التاريخ العربي والإسلامي، والتأكيد على عظمة ثورتها التحريرية، والتعريف بالثقافة الجزائرية من خلال العديد من أعلامها البارزين.
الدكتور مصطفى السباعي: بطاقة حياة
هو الدكتور مصطفى بن حسني السباعي، ولد بمدينة حمص سنة 1915. درس في سوريا ثم التحق بجامع الأزهر بمصر. شارك في الحركة القومية في الشام، وساند بقوة القضية الفلسطينية، فشارك في حرب 1948 إلى جانب الفلسطينيين.
نال شهادة الدكتوراه في أصول الدين من جامعة الأزهر سنة 1949 بعد أن قدم رسالة بعنوان: " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي". عاد إلى سوريا واستقر بدمشق، وعمل أستاذا بكلية الحقوق منذ 1950. أسس كلية الشريعة سنة 1955 وأصبح أول عميدا لها.
تربطه علاقات قوية برواد الحركة الوطنية والإصلاحية ببلاد المغرب العربي كمحمد البشير الإبراهيمي، الفضيل الورتلاني ومالك بن نبي من الجزائر، عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي من المغرب، عبد العزيز الثعالبي ومحي الدين القليبي من تونس...الخ.
ألف الدكتور السباعي عدة كتب منها: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، المرأة بين الفقه والقانون، النظام الاجتماعي في الإسلام، هكذا علمتني الحياة، من روائع حضارتنا، السيرة النبوية، الإستشراق والمستشرقون...الخ.
وكتب الدكتور السباعي مقالات في الدعوة والتاريخ والفكر والسياسة في أمهات المجلات الإسلامية، وظهر نبوغه الفكري المبكر في مجلة "الفتح" للأستاذ محب الدين الخطيب التي ظلت تصدر بين 1926 و1951. وهي تتكون من 25 مجلدا تضم 20 ألف صفحة. ونتمنى أن تتاح لنا الفرصة للعودة إلى هذه المجلة الرائدة التي كانت مجلة العالم الإسلامي بأسره.
لقد قامت مجلة "الشهاب" للشيخ عبد الحميد بن باديس بنشر مقالين للأستاذ السباعي نقلا عن مجلة "الفتح"، وهما: نكبة الدين في انحراف علمائه (المجلد 13، الجزء 12، 1937)، العلماء والسياسة (المجلد 14، الجزء1، 1938).
قام الدكتور السباعي بعدة رحلات إلى أوروبا للإطلاع على مناهج الدراسات الإسلامية بالجامعات الغربية والتعارف على المستشرقين. كما اتصل أيضا بالجاليات الإسلامية وحاضر في مساجدها ونواديها، وقد ألقى في هذا السياق خطبة الجمعة في مسجد باريس في عام 1956 وتزامن ذلك مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي. وفي هذه الخطبة ندد الأستاذ السباعي بالأساليب الوحشية التي ترتكبها فرنسا في الجزائر.
توفي الدكتور مصطفى السباعي بدمشق في 3 أكتوبر 1964 بعد مرض عضال ألزمه الفراش عدة سنوات. وقد أرسل المفكر الجزائري الأستاذ مالك بن نبي رسالة تعزية إلى أسرة السباعي، جاء فيها على الخصوص: « لقد تعرفت بالفقيد تغمده الله برحمته بقدر مقدر أثناء أول جولة محاضرات، قمت بها في القطر السوري في صيف 1958... فمنذ الكلمات الأولى شعرت بأنني تعرفت على رجل يحمل في أحشائه نارا، نار القضية المقدسة التي عاش من أجلها ... وكانت الكلمات الدائرة بيننا تزيد في اهتمامي بشخصه، وربما كانت تزيد في اهتمامه بشخصي على المعنى الذي أشار إليه الحديث الشريف: " الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف". هكذا تعرفت على رجل، نشأت بيني وبينه منذ تلك اللحظات أخوة لا يطفئ حرارتها الموت. إن شخص السباعي قد انتقل، ولكن عمله سيبقى مفعوله جاريا في تشيد حضارة الإسلام».
مجلة "حضارة الإسلام" في سطور:
أهتم الدكتور السباعي مبكرا بالصحافة كما أشرنا أعلاه، فبالإضافة إلى الكتابة في المجلات والصحف الإسلامية المشهورة، وأنشأ جريدة "المنار" من 1947 إلى 1949، وأصدر مجلة "الشهاب" الأسبوعية في عام 1955 واستمرت إلى عام 1958. وأشرف في نفس الفترة على المجلة الشهرية "المسلمون"، قبل أن ينقلها صاحبها الدكتور سعيد رمضان إلى جنيف بسويسرا؛ فأقدم الدكتور السباعي في أوت 1960 على إصدار مجلة أخرى سماها : "حضارة الإسلام" التي نحن بصدد دراستها.
تصدر هذه المجلة بدمشق تعنى بالفكر الإسلامي. وقد جاء في افتتاحية عددها الأول: " إنها مجلة فكرية جامعة تساهم في بناء مجد الأمة الحضاري وذلك بعرض الصورة الحية المنيرة والمفيدة في تراثنا الحضاري وتفكيرنا العلمي."
وجاء أيضا في السياق نفسه: " نحن أمة لها ماضي وعندها تراث، وبين يديها بناء وفي عقولها فلسفة ورسالة وفي عيونها بناء ونور وفي قلوبها إيمان ويقين، وفي أخلاقها نبل وشرف، وفي نفوسها تقى وصلاح، فلنا من بين هذه الأمم الناهضة كلها شأن غير شأنها."
وحددت المجلة أهدافها في " التوجيه الصادق السليم نحو بناء ثقافي مستقيم، ثابت غير منحرف، جميل غير مشوه، قوي غير مضطرب، نستلهمه من عقيدة هذه الأمة وتراثها الغني العظيم، ورسالتها التي كانت رحمة للعالمين."
وتتابع المجلة باهتمام كبير أحوال الدول العربية والإسلامية في ماضيها وحاضرها، وتهتم بالشؤون الاجتماعية والمسائل الاقتصادية. وتحتوي المجلة على أبواب ثابتة، يتغير ترتيبها من حين لأخر، من أبرز هذه الأبواب:
-مفكرة الشهر: وهي تضم غالبا متابعة لأهم الأحداث الثقافية والسياسية في العالم، ملخصة بشكل دقيق.
-شؤون المسلمين في العالم: وهي صفحات تخصصها المجلة لقضايا راهن العالم الإسلامي وأحوال المسلمين في العالم.
-من الصحف والمجلات: وهو اقتباس مقالات أو أخبار من المجلات الأخرى.
مكتبة المجلة: وفي هذا الركن، تعرض أهم الإصدارات الجديدة في مجالات الثقافة الإسلامية.
ندوة القراء: تنشر المجلة مساهمات القراء من مقالات وأسئلة وانطباعات وردود أفعال على المقالات المنشورة.
استشارات طبية: وهي أجوبة في مجال الصحة يجيب عنها الدكتور إبراهيم الراوي.
للمجلة كتاب دائمون، يساهمون باستمرار في تطعيم المجلة بمختلف المقالات والبحوث في مجالات مختلفة، ونذكر هنا بسرعة أبرزهم: محمد المبارك، مصطفى الزرقا، معروف الدواليبي، محمد المجذوب، محمد الحسناوي، عدنان زرزور، محمد عزة دروزة، أنور الجندي، يوسف القرضاوي، عماد الدين خليل...الخ.
وفتحت المجلة صفحاتها للكتاب العرب والمسلمين، نشير هنا بشكل خاص إلى الكتاب والعلماء الجزائريين: محمد البشير الإبراهيمي، الفضيل الورتلاني، أحمد توفيق المدني، مالك بن نبي، محمد الغسيري، محمد العيد أل خليفة، حمزة بوكوشة، عبد الرحمان الغريب، محمد الطاهر فضلاء ...الخ. وهذه المقالات المنشورة كانت في كثير من الأحيان منقولة عن الكتب أو الصحف والمجلات الجزائرية.
وتوقفت مجلة "حضارة الإسلام" عن الصدور في سنة 1981، بعد اثنين وعشرين عاما من العطاء. وتوجد المجموعة الكاملة للمجلة بمكتبة كلية العلوم الإسلامية بجامعة الخروبة.
يتبع25
المرجع: جريدة البصائر 09/02/1431