بسم الله الرحمن الرحيم
الملتقى العربي حول ظاهرة العنف
الخميس, 22 ديسمبر 2011 09:10 مسعود الهيشر
نظّمت الجمعية الولائية للوسام الذهبي لمحاربة العنف ضد المرأة وترقية المبادرات الشبانية بولاية إليزي، ملتقى عربي حول ظاهرة العنف والذي أخذ شعار (معا من أجل محاربة العنف "الحلول") أيام 18، 19 ديسمبر 2011 بدار الثقافة عثمان بالي وسط مشاركة عربية، وأخرى وطنية لأستاذات قدمن من مختلف جامعات الوطن، بالإضافة إلى مشاركة جهوية لبعض الجمعيات المحلية وبعض المختصين النفسانيين. وهذا للبحث في سبل القضاء على الظاهرة وبعث رسالة فحواها: نبذ العنف بشتى أنواعه والتنويه بالانعكاسات الخطيرة المنجرّة عن هذا السلوك اللاحضاري.
هذا وقد أشرف الأمين العام لولاية إليزي، على افتتاح أشغال الملتقى منوها في كلمة ألقاها على الحاضرين بضرورة الحفاظ على كيان المجتمع وتهيئة الظروف المناسبة لاستمراره وفعاليته، مشيرا في حديثه إلى" انعكاسات بعض الثقافات الجاهلية التي لا تزال تكبّل المجتمع و تقيده "،
كما دعى المسؤولين إلى إنشاء مجلس وطني فعال يهتم بالمرأة ويسن قوانين تصون حقوقها وكرامتها؛ قائلا في ذات السياق أن "المرأة الجزائرية غير مؤطرة، ولطالما جهلت الكثير من حقوقها" مثمنا مبادرة الجمعية الولائية للوسام الذهبي.
وأضافت الدكتورة سامية جباري من جامعة الجزائر في محاضرة ألقتها على الحضور، أن مفهوم المرأة لطالما ارتبط بأفكار سلبية عبر مراحل التاريخ المختلفة، مشيرة إلى بعض الإحصائيات المخيفة التي تناولت موضوع العنف وموضحة "أن هذا السلوك يعرف ارتفاعا رهيبا بدءً بالدول الغربية التي تنادي بالمساواة بين الجنسين إلى دولنا العربية الإسلامية التي تدّعي تطبيق المنهج الإسلامي الذي كرّم المرأة و رفع شأنها"،
كما تناولت الأستاذة أنواعا مختلفة من العنف مثل: العنف الأسري الذي أبرزت فيه عامل التسلط داخل الأسرة الواحدة، بالإضافة إلى العنف الاجتماعي الذي تكون فيه المرأة ضحية النظرة السلبية،
وقد أرجعت الدكتورة جباري أسباب العنف إلى بعض العوامل المختلفة مثل التوظيف السيء للسلطة، وتدهور الظروف الاجتماعية للفرد من تعليم وصحة وتربية، وكعامل جوهري اعتبرت الأستاذة "أن فشل استمرار العش الزوجي يدمر كيان الأسرة مخلفا آثارا كبيرة على سلوكيات الأبناء بدرجة أولى وعلى المجتمع بدرجة ثانية".
هذا وأضافت الأستاذة زبيدة إقروفة من جامعة بجاية تدخلها حول ذات الموضوع موضحة مكانة المرأة في الإسلام، ومشيرة إلى مختلف التشريعات التي تناولت الأنثى كأم وزوجة وامرأة كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث صرّحت "أن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة عديدة ومختلفة"، وقد أشارت الأستاذة زبيدة إلى مسؤولية كل فرد في حفظ مكانة المرأة وصيانتها مثل كشف اللثام عن بعض الأعراف البليدة التي جرّدت المرأة من مبادئها وأذلتها، وكذا ضرورة العودة إلى الأصول الصحيحة التي كرمت المرأة قبل القوانين الوضعية المصاغة. كما أبرزت الأستاذة زبيدة ذلك التناقض الكبير بين من يسمون أنفسهم صاحبوا الحرية و الديمواقراطية وما يمارسونه من عنف وعدوان في واقعهم المعاش.
وفي السياق ذاته أبرزت الأستاذة ليلى حداد من جامعة الجزائر مخاطر العنف الأسري وآثاره الجانبية، حيث قالت "أن النتائج الوخيمة للعنف تظهر جليا في وحدات المجتمع فالعنف الأسري أكثر فتكا من الحروب" وعللت قولها هذا بالتنشئة الاجتماعية الغير سليمة للأفراد والانعكاسات السلبية للإعلام على سلوكيات الأفراد خاصة الأطفال، وكذا الصراعات المتكررة بين الأزواج.
هذا وقد أشارت الأخصائية النفسانية القادمة من ولاية سطيف خليصة صالحي إلى ما أسمته بالجريمة الصامتة؛ وهي تلك المتعلقة بالتحرش الجنسي ضد الأطفال وما تسببه من عقد نفسية كبيرة تكون سببا مباشرا لتوليد العنف وتوريثه، ومن جهتها أوضحت الدكتورة نعيمة دريس من قسنطينة مكانة المرأة وما ترمز إليه من قيم للتسامح والسلام.
هذا وقد نُصّبت ورشات عملية للمشاركين في أشغال المنتدى لاستخلاص زبدة النقاش وترجمتها إلى توصيات تكون بمثابة حلول إستراتيجية تبلّغ إلى المعنيين، ومن أهم التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى العربي: ربط الناس بأحكام الشريعة الإسلامية وإعادة صياغة الخطاب الديني، وكذا فتح قنوات الحوار ومحاربة التسرب المدرسي والرفع من همة المتمدرسين بصياغة مقررات مناسبة ذات مستوى، وإعطاء الحرية للمرأة في الانخراط داخل المجتمع المدني وإعادة الثقة لها وتشجيعها وتوفير السند العائلي لها باعتبارها مربية الأجيال ومكونها، وكذا القضاء على العقليات المتحجرة واستغلال وسائل الإعلام لنبذ العنف ومحاربته وإنشاء مصحات نفسية تعالج العنف وتحد منه.
وقبل اختتام الملتقى كُرّم الأستاذة المشاركون في الملتقى، وفي كلمة ختامية أشاد الأمين العام لولاية إليزي بدور المرأة الريادي في تنمية المجتمع، ونوّه بضرورة تطبيق التوصيات التي تنص على نبذ العنف وتحاربه وأعلن باسم والي ولاية ايليزي عن اختتام الملتقى شاكرا الوفود القادمة والمشاركين فيه.
للإشارة وعلى هامش هذا الملتقى العربي نُصّب معرض للّوحات الفنية فتحت أبوابه لمشاركي الملتقى، كما بُرمجت جولة سياحية لضيوف الملتقى حيث تم فيها اكتشاف أهم معالم المنطقة وكذا آثار الطاسيلي الحضارية.
منقول
الملتقى العربي حول ظاهرة العنف
الخميس, 22 ديسمبر 2011 09:10 مسعود الهيشر
نظّمت الجمعية الولائية للوسام الذهبي لمحاربة العنف ضد المرأة وترقية المبادرات الشبانية بولاية إليزي، ملتقى عربي حول ظاهرة العنف والذي أخذ شعار (معا من أجل محاربة العنف "الحلول") أيام 18، 19 ديسمبر 2011 بدار الثقافة عثمان بالي وسط مشاركة عربية، وأخرى وطنية لأستاذات قدمن من مختلف جامعات الوطن، بالإضافة إلى مشاركة جهوية لبعض الجمعيات المحلية وبعض المختصين النفسانيين. وهذا للبحث في سبل القضاء على الظاهرة وبعث رسالة فحواها: نبذ العنف بشتى أنواعه والتنويه بالانعكاسات الخطيرة المنجرّة عن هذا السلوك اللاحضاري.
هذا وقد أشرف الأمين العام لولاية إليزي، على افتتاح أشغال الملتقى منوها في كلمة ألقاها على الحاضرين بضرورة الحفاظ على كيان المجتمع وتهيئة الظروف المناسبة لاستمراره وفعاليته، مشيرا في حديثه إلى" انعكاسات بعض الثقافات الجاهلية التي لا تزال تكبّل المجتمع و تقيده "،
كما دعى المسؤولين إلى إنشاء مجلس وطني فعال يهتم بالمرأة ويسن قوانين تصون حقوقها وكرامتها؛ قائلا في ذات السياق أن "المرأة الجزائرية غير مؤطرة، ولطالما جهلت الكثير من حقوقها" مثمنا مبادرة الجمعية الولائية للوسام الذهبي.
وأضافت الدكتورة سامية جباري من جامعة الجزائر في محاضرة ألقتها على الحضور، أن مفهوم المرأة لطالما ارتبط بأفكار سلبية عبر مراحل التاريخ المختلفة، مشيرة إلى بعض الإحصائيات المخيفة التي تناولت موضوع العنف وموضحة "أن هذا السلوك يعرف ارتفاعا رهيبا بدءً بالدول الغربية التي تنادي بالمساواة بين الجنسين إلى دولنا العربية الإسلامية التي تدّعي تطبيق المنهج الإسلامي الذي كرّم المرأة و رفع شأنها"،
كما تناولت الأستاذة أنواعا مختلفة من العنف مثل: العنف الأسري الذي أبرزت فيه عامل التسلط داخل الأسرة الواحدة، بالإضافة إلى العنف الاجتماعي الذي تكون فيه المرأة ضحية النظرة السلبية،
وقد أرجعت الدكتورة جباري أسباب العنف إلى بعض العوامل المختلفة مثل التوظيف السيء للسلطة، وتدهور الظروف الاجتماعية للفرد من تعليم وصحة وتربية، وكعامل جوهري اعتبرت الأستاذة "أن فشل استمرار العش الزوجي يدمر كيان الأسرة مخلفا آثارا كبيرة على سلوكيات الأبناء بدرجة أولى وعلى المجتمع بدرجة ثانية".
هذا وأضافت الأستاذة زبيدة إقروفة من جامعة بجاية تدخلها حول ذات الموضوع موضحة مكانة المرأة في الإسلام، ومشيرة إلى مختلف التشريعات التي تناولت الأنثى كأم وزوجة وامرأة كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث صرّحت "أن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة عديدة ومختلفة"، وقد أشارت الأستاذة زبيدة إلى مسؤولية كل فرد في حفظ مكانة المرأة وصيانتها مثل كشف اللثام عن بعض الأعراف البليدة التي جرّدت المرأة من مبادئها وأذلتها، وكذا ضرورة العودة إلى الأصول الصحيحة التي كرمت المرأة قبل القوانين الوضعية المصاغة. كما أبرزت الأستاذة زبيدة ذلك التناقض الكبير بين من يسمون أنفسهم صاحبوا الحرية و الديمواقراطية وما يمارسونه من عنف وعدوان في واقعهم المعاش.
وفي السياق ذاته أبرزت الأستاذة ليلى حداد من جامعة الجزائر مخاطر العنف الأسري وآثاره الجانبية، حيث قالت "أن النتائج الوخيمة للعنف تظهر جليا في وحدات المجتمع فالعنف الأسري أكثر فتكا من الحروب" وعللت قولها هذا بالتنشئة الاجتماعية الغير سليمة للأفراد والانعكاسات السلبية للإعلام على سلوكيات الأفراد خاصة الأطفال، وكذا الصراعات المتكررة بين الأزواج.
هذا وقد أشارت الأخصائية النفسانية القادمة من ولاية سطيف خليصة صالحي إلى ما أسمته بالجريمة الصامتة؛ وهي تلك المتعلقة بالتحرش الجنسي ضد الأطفال وما تسببه من عقد نفسية كبيرة تكون سببا مباشرا لتوليد العنف وتوريثه، ومن جهتها أوضحت الدكتورة نعيمة دريس من قسنطينة مكانة المرأة وما ترمز إليه من قيم للتسامح والسلام.
هذا وقد نُصّبت ورشات عملية للمشاركين في أشغال المنتدى لاستخلاص زبدة النقاش وترجمتها إلى توصيات تكون بمثابة حلول إستراتيجية تبلّغ إلى المعنيين، ومن أهم التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى العربي: ربط الناس بأحكام الشريعة الإسلامية وإعادة صياغة الخطاب الديني، وكذا فتح قنوات الحوار ومحاربة التسرب المدرسي والرفع من همة المتمدرسين بصياغة مقررات مناسبة ذات مستوى، وإعطاء الحرية للمرأة في الانخراط داخل المجتمع المدني وإعادة الثقة لها وتشجيعها وتوفير السند العائلي لها باعتبارها مربية الأجيال ومكونها، وكذا القضاء على العقليات المتحجرة واستغلال وسائل الإعلام لنبذ العنف ومحاربته وإنشاء مصحات نفسية تعالج العنف وتحد منه.
وقبل اختتام الملتقى كُرّم الأستاذة المشاركون في الملتقى، وفي كلمة ختامية أشاد الأمين العام لولاية إليزي بدور المرأة الريادي في تنمية المجتمع، ونوّه بضرورة تطبيق التوصيات التي تنص على نبذ العنف وتحاربه وأعلن باسم والي ولاية ايليزي عن اختتام الملتقى شاكرا الوفود القادمة والمشاركين فيه.
للإشارة وعلى هامش هذا الملتقى العربي نُصّب معرض للّوحات الفنية فتحت أبوابه لمشاركي الملتقى، كما بُرمجت جولة سياحية لضيوف الملتقى حيث تم فيها اكتشاف أهم معالم المنطقة وكذا آثار الطاسيلي الحضارية.
منقول