نعم
أيها الحبيب إن كنت من الذين حالفهم الحظ في السنة الماضية أهنئك وأقول لك
واصل أخي، ولكن لا تقف عند نفس النتيجة، بل ابذل الجهد الكثير لتكون من
الذين يحلقون عاليا. أما إن كنت من الذين لم يتفوقوا فأحثك على العمل
والجد والاجتهاد، واسمح لي بهمسة في أذنك لأقول لك لا تقلق، ولا تكثرت
بنتيجة السنة الماضية بل اجعلها دافعا قويا يدفعك لتحقيق الأفضل. وقد
تسألني عزيزي كيف أحقق الأفضل وقد قمت بمجهودات جبارة ولكن!!!؟ بل تولد
لديك الأسئلة.
وتسترسل قائلا: كيف أحقق النجاح؟ وما هي الخطوات التي تمكنني من تحقيقه؟ كيف أتعامل مع الكتاب المدرسي والمحيط؟ و...؟؟؟
قبل أن أجيبك عن هذه الأسئلة دعني أقول لك: إن من المفكرين من قسم الإنسان
الفاشل إلى قسمين: فاشل غبي وفاشل ذكي. فالفاشل الغبي هو الذي فشل مرة في
حياته وأقام الدنيا ولم يقعدها وكأنها نهاية العالم، وصار يلقي باللائمة
على القريب والبعيد، تارة يلعن الأستاذ، وتارة المقرر، وأخرى جهاز الإدارة
... وفي النهاية استسلم للفشل وعقد معه قرانا كاثوليكيا فلا طلاق ولا
فراق. أما الفاشل الذكي فهو الذي ذاق مرارة الفشل مرة في حياته ثم جعل
الفشل في صالحه لا ضده، بل نجده يردد كلمات إيجابية حول هذا الأمر من قبيل
"كبوة حصان"، بمعنى أنه لم يعتبر نفسه فشل في دراسته كي يضع نهاية لأحلامه
ورغباته بل اعتبر أن الأمر مجرد عثرة أو كبوة ومن هناك جدد العزم وواصل
المسير نحو التفوق والنجاح.
الحبيب، لكي تصل إلى الفوز والنجاح، أدعوك وأنت في بداية مشوارك الدراسي
إلى وقفة مع الذات، اجعلها لحظة تأمل في سنتك الماضية لكي تعيش حاضرك
وتخطط لمستقبلك. حاول أُخَيَّ أن تقف على أسباب التعثر، وابحث في الجوهر
ولا تنشغل بالمظاهر، اجعل هذه الوقفة مع الذات للتقييم والتقويم، ثم
انطلق-حفظك الله- واعلم أن النجاح يبدأ من بداية السنة والموسم لا في آخر
السنة مع اقتراب الامتحانات. وشمر على ساعد الجد وتهيأ للنجاح بإذن الله
تعالى.
التلميذ، إن حضور الدروس بصفة منتظمة ودائمة، له أكثر من فائدة، ففيه تسمع
الدرس من الأستاذ، وتتفاعل معه، وتستمع إلى الشروح الشفهية التي تتضمنها
الملخصات المكتوبة، وبعد الدرس أو خلاله لك أن تستفسر عما عسر عليك فهمه.
وكم من مرة لا تهتدي إلى فهم معنى ما قيل إلا عند السؤال والنقاش، فيتوسع
الأستاذ في الشرح، وعندئذ يتبين لك أن ما فهمته كان مخالفا لما أراده
المحاضر/ الأستاذ، ولذلك قيل قديما: إذا أردت أن تعرف قيمة المرء العلمية
فلا تسأله عمن تلقى العلوم بقدر ما تسأله مع من تلقاها.
وهكذا تخرج وقد ترسخ الدرس في ذهنك، فلا تحتاج عند حلول وقت الامتحان إلا
لمراجعته والتركيز على النقط الأساسية فيه، ولهذا كان حضور الدرس نصف
النجاح. أمر النصف الثاني والذي هو الاستعداد المبكر فهو أمر معلوم
بالبداهة"(1).
أذكرك وأذكر نفسي ببعض من فضائل العلم. إن مكانة العالم والمتعلم لهو
تشريف رباني، وتاج على رأسيهما، به رفع المولى جل وعلا وفضلهما تفضيلا.
يقول الله سبحانه وتعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم
درجات"(2) أي شرف هذا، وأي تكريم هذا الذي تصبح به وارث من ورثة الأنبياء
"العلماء ورثة الأنبياء"، وأصغي إلى تعليق لطيف لحجة الإسلام أبو حامد
الغزالي رحمه الله على هذا الحديث "معلوم أنه لا رتبة فوق النبوة ولا شرف
فوق الوراثة لتلك الرتبة".
أتكره أخي أن تكون من الذين تستغفر لهم السموات والأرض ومن فيهن؟(3) لي
اليقين أن جوابك سيكون بالإيجاب، إذن فأقبل على التعلم والتحصيل، وبذلك
سيتحقق فيك شرط استغفار السموات والأرض ومن فيهن. زد على ذلك أن تتحقق فيك
أكبر نعمة من الله عز وجل وهي خشيته تعالى "إنما يخشى اللهَ من عباده
العلماءُ"(4) ومن ثمة ينطبق عليك قول القائل "من كان بالله أعرف كان لله
أخوف". جعلنا الله وإياك من الخائفين منه سبحانه وتعالى ومن الذين تضع
الملائكة أجنحتها لهم. قال صلى الله عليه: "وإن الملائكة لتضع أجنحتها
لطالب العلم رضا بما يصنع" (5).
إذن أخلص معك إلى قاعدة أساسية: العلم ضرورة حياتية وواجب شرعي.
2- اخرج بنتيجة كل يوم.
3- تذكر المقولة الشهيرة: "إذا ارتمت عيناك إلى النوم، فتذكر مرارة الفشل".
4- استغل وقتك كأنك تستغله لإنسان آخر.
5- اقرأ وطالع أربع ساعات في اليوم على الأقل.
6- اطرح على نفسك سؤالا يوميا قبل نومك: ما هي النتيجة التي حصلت عليها اليوم؟
إذا كنت أخي الفاضل كدحت فكريا لمدة أربع ساعات ذلك اليوم، فيمكن أن تعتبر
أن يومك كان ناجحا، وإن كنت قد فرطت في واجباتك (أي التحصيل) فيمكنك أن
تعتبر يومك كان فاشلا بل ضاع منك الخير الكثير.
7- داوم على برنامجك اليومي وخروجك بنتيجة إيجابية يوميا لمدة أربعين
يوما، فإن كنت قد تعودت على برنامجك لمدة أربعين يوما فكن متأكدا بإذن
الله أنك ضمنت لنفسك حياة ومستقبلا ناجحا.
8-لا تفكر أخي بعقل الآخرين: أي لا تقم بإسقاط تجربة الآخر "الفاشل" على تجربتك.
9- أطلق العنان لقدراتك: بمعنى لا تكن سجينا لتمثلاتك الذاتية، بل أدعوك إلى استنطاقها وإخراجها إلى الوجود.
10- فكر عزيزي انطلاقا من مشروعك، ومن خلال النظرة الإحسانية التي تحكمك فأنت صاحب رسالة.
11- كن رساليا تكن ناجحا، وهذا يتطلب منك ابتداء التخلص مما ترسب في
الذهنيات الرعوية التي تنتظر أن يفعل بها، تحرر من الذهنيات المريضة
العاجزة. واعلم أن التعلم هو جهاد في حد ذاته مهما كانت الآفاق مسدودة.
12- جدِّد وطوِّر السبل والآليات التي تساعدك على النجاح.
أيها الحبيب إن كنت من الذين حالفهم الحظ في السنة الماضية أهنئك وأقول لك
واصل أخي، ولكن لا تقف عند نفس النتيجة، بل ابذل الجهد الكثير لتكون من
الذين يحلقون عاليا. أما إن كنت من الذين لم يتفوقوا فأحثك على العمل
والجد والاجتهاد، واسمح لي بهمسة في أذنك لأقول لك لا تقلق، ولا تكثرت
بنتيجة السنة الماضية بل اجعلها دافعا قويا يدفعك لتحقيق الأفضل. وقد
تسألني عزيزي كيف أحقق الأفضل وقد قمت بمجهودات جبارة ولكن!!!؟ بل تولد
لديك الأسئلة.
وتسترسل قائلا: كيف أحقق النجاح؟ وما هي الخطوات التي تمكنني من تحقيقه؟ كيف أتعامل مع الكتاب المدرسي والمحيط؟ و...؟؟؟
فشل وتجربة
حقيقة،قبل أن أجيبك عن هذه الأسئلة دعني أقول لك: إن من المفكرين من قسم الإنسان
الفاشل إلى قسمين: فاشل غبي وفاشل ذكي. فالفاشل الغبي هو الذي فشل مرة في
حياته وأقام الدنيا ولم يقعدها وكأنها نهاية العالم، وصار يلقي باللائمة
على القريب والبعيد، تارة يلعن الأستاذ، وتارة المقرر، وأخرى جهاز الإدارة
... وفي النهاية استسلم للفشل وعقد معه قرانا كاثوليكيا فلا طلاق ولا
فراق. أما الفاشل الذكي فهو الذي ذاق مرارة الفشل مرة في حياته ثم جعل
الفشل في صالحه لا ضده، بل نجده يردد كلمات إيجابية حول هذا الأمر من قبيل
"كبوة حصان"، بمعنى أنه لم يعتبر نفسه فشل في دراسته كي يضع نهاية لأحلامه
ورغباته بل اعتبر أن الأمر مجرد عثرة أو كبوة ومن هناك جدد العزم وواصل
المسير نحو التفوق والنجاح.
وقفة مع الذات
أخيالحبيب، لكي تصل إلى الفوز والنجاح، أدعوك وأنت في بداية مشوارك الدراسي
إلى وقفة مع الذات، اجعلها لحظة تأمل في سنتك الماضية لكي تعيش حاضرك
وتخطط لمستقبلك. حاول أُخَيَّ أن تقف على أسباب التعثر، وابحث في الجوهر
ولا تنشغل بالمظاهر، اجعل هذه الوقفة مع الذات للتقييم والتقويم، ثم
انطلق-حفظك الله- واعلم أن النجاح يبدأ من بداية السنة والموسم لا في آخر
السنة مع اقتراب الامتحانات. وشمر على ساعد الجد وتهيأ للنجاح بإذن الله
تعالى.
"الحضور نصف النجاح، والتهيؤ المبكر النصف الآخر"
أخيالتلميذ، إن حضور الدروس بصفة منتظمة ودائمة، له أكثر من فائدة، ففيه تسمع
الدرس من الأستاذ، وتتفاعل معه، وتستمع إلى الشروح الشفهية التي تتضمنها
الملخصات المكتوبة، وبعد الدرس أو خلاله لك أن تستفسر عما عسر عليك فهمه.
وكم من مرة لا تهتدي إلى فهم معنى ما قيل إلا عند السؤال والنقاش، فيتوسع
الأستاذ في الشرح، وعندئذ يتبين لك أن ما فهمته كان مخالفا لما أراده
المحاضر/ الأستاذ، ولذلك قيل قديما: إذا أردت أن تعرف قيمة المرء العلمية
فلا تسأله عمن تلقى العلوم بقدر ما تسأله مع من تلقاها.
وهكذا تخرج وقد ترسخ الدرس في ذهنك، فلا تحتاج عند حلول وقت الامتحان إلا
لمراجعته والتركيز على النقط الأساسية فيه، ولهذا كان حضور الدرس نصف
النجاح. أمر النصف الثاني والذي هو الاستعداد المبكر فهو أمر معلوم
بالبداهة"(1).
أيها التلميذ العزيز
دعنيأذكرك وأذكر نفسي ببعض من فضائل العلم. إن مكانة العالم والمتعلم لهو
تشريف رباني، وتاج على رأسيهما، به رفع المولى جل وعلا وفضلهما تفضيلا.
يقول الله سبحانه وتعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم
درجات"(2) أي شرف هذا، وأي تكريم هذا الذي تصبح به وارث من ورثة الأنبياء
"العلماء ورثة الأنبياء"، وأصغي إلى تعليق لطيف لحجة الإسلام أبو حامد
الغزالي رحمه الله على هذا الحديث "معلوم أنه لا رتبة فوق النبوة ولا شرف
فوق الوراثة لتلك الرتبة".
أتكره أخي أن تكون من الذين تستغفر لهم السموات والأرض ومن فيهن؟(3) لي
اليقين أن جوابك سيكون بالإيجاب، إذن فأقبل على التعلم والتحصيل، وبذلك
سيتحقق فيك شرط استغفار السموات والأرض ومن فيهن. زد على ذلك أن تتحقق فيك
أكبر نعمة من الله عز وجل وهي خشيته تعالى "إنما يخشى اللهَ من عباده
العلماءُ"(4) ومن ثمة ينطبق عليك قول القائل "من كان بالله أعرف كان لله
أخوف". جعلنا الله وإياك من الخائفين منه سبحانه وتعالى ومن الذين تضع
الملائكة أجنحتها لهم. قال صلى الله عليه: "وإن الملائكة لتضع أجنحتها
لطالب العلم رضا بما يصنع" (5).
إذن أخلص معك إلى قاعدة أساسية: العلم ضرورة حياتية وواجب شرعي.
من أسرار النجاح
1- برمجة الوقت.2- اخرج بنتيجة كل يوم.
3- تذكر المقولة الشهيرة: "إذا ارتمت عيناك إلى النوم، فتذكر مرارة الفشل".
4- استغل وقتك كأنك تستغله لإنسان آخر.
5- اقرأ وطالع أربع ساعات في اليوم على الأقل.
6- اطرح على نفسك سؤالا يوميا قبل نومك: ما هي النتيجة التي حصلت عليها اليوم؟
إذا كنت أخي الفاضل كدحت فكريا لمدة أربع ساعات ذلك اليوم، فيمكن أن تعتبر
أن يومك كان ناجحا، وإن كنت قد فرطت في واجباتك (أي التحصيل) فيمكنك أن
تعتبر يومك كان فاشلا بل ضاع منك الخير الكثير.
7- داوم على برنامجك اليومي وخروجك بنتيجة إيجابية يوميا لمدة أربعين
يوما، فإن كنت قد تعودت على برنامجك لمدة أربعين يوما فكن متأكدا بإذن
الله أنك ضمنت لنفسك حياة ومستقبلا ناجحا.
8-لا تفكر أخي بعقل الآخرين: أي لا تقم بإسقاط تجربة الآخر "الفاشل" على تجربتك.
9- أطلق العنان لقدراتك: بمعنى لا تكن سجينا لتمثلاتك الذاتية، بل أدعوك إلى استنطاقها وإخراجها إلى الوجود.
10- فكر عزيزي انطلاقا من مشروعك، ومن خلال النظرة الإحسانية التي تحكمك فأنت صاحب رسالة.
11- كن رساليا تكن ناجحا، وهذا يتطلب منك ابتداء التخلص مما ترسب في
الذهنيات الرعوية التي تنتظر أن يفعل بها، تحرر من الذهنيات المريضة
العاجزة. واعلم أن التعلم هو جهاد في حد ذاته مهما كانت الآفاق مسدودة.
12- جدِّد وطوِّر السبل والآليات التي تساعدك على النجاح.