مصبية تلك التي شهدتها عنابة أمس، بل هي المأساة مجسدة في نهاية لصبية إسمها مروة.مروة في الـ 12 سنة من عمرها، تدرس في السنة الأولى متوسط، كان حلمها أن تكون طبيبة أو محامية ولكن لن تحلم أبدا أن تصبح معلمة..مروة
ماتت مباشرة بعد أن تعرضت للضرب على يد معلمتها داخل قسم تربوي يتبع
مباشرة لقطاع التربية التي تقع تحت مسؤولية وزير التربية، فهل تريدون أن
نحصي عدد من مات من أولادنا داخل المدارس؟في يوم شتوي بارد بمنطقة حجر الديس ماتت رميسة ومات معها هيثم سحقا تحت خزان مائي، وقع ذلك داخل المدرسة التي يتعلمان فيها.
قبلها
ماتت تلميذة جريا وراء وسيلة نقل بميلة، التلميذة كان إسمها حنان، كانت
تتمنى أن تلتحق بمنزل العائلة، بعد نهاية الدوام المدرسي، لكن قلبها توقف
فجأة. حاولت أن تسابق الـ G9 لكن هذه الأخيرة لم تنتظرها ففاضت روحها حسرة على ما وصل إليه حال تلاميذ تنافي القرن الواحد والعشرين.ماذا حل بالجزائر حتى يقع ما قد وقع؟ مسؤولية من...؟؟هل
يراد بالأباء والأمهات أن يقسموا قسما لا حنث فيه بأن يعلنوا عن سحب
أبنائهم من المدارس؟ أم هي الفوضى التي حلت ببلادنا وعلى كافة الأصعدة..؟المآسي
كثيرة، والوضع خطير ... وأصبح الحليم اليوم حيران، فماذا فاعل هو المسؤول
اليوم؟ سؤال ليس بحاجة لإجابة برقية تعزية مسؤولون يحضرون الجنازة والفاعل
يلاحق قضائيا فهل هذا كاف؟الإجابة
بكلا، القضية بحاجة إلى مراجعة شاملة لنسأل عمن تركنا لهم أبنائها أمانة،
هل هم أهل لذلك؟ وزارة التربية فتحت المسابقات وأجرت الإمتحانات وتقاتل
الجميع على الوظيفة والنتيجة جرائم في مدارسنا.الوزارة
لها المسؤولية الكاملة في اختيار من تجدهم أكفاء لتربية التلاميذ حتى لا
يتفاجأ تلميذ بـ "موسوس" أو منهار عصبيا" داخل الأقسام، وللوزارة مسؤولية
أخلاقية في توفير الشروط اللازمة لعمل الأساتذة والمعلمين فهل وعت بأن
المدارس أضحت تكساس.
محمد بلقاضي
عن جريدة أخر ساعة